فعلاً إذا كنت سمير زاهر فأفعل ما شئت هكذا تثبت الأيام.. فرئيس اتحاد الكرة المصرى «الجبلاية» بدا فى الفترة الأخيرة يتصرف بطريقة «يا رايح كتر من....»، فإذا لم تكن معه فالبضرورة أنت ضده، وكأن كرة القدم ضمن أملاكه الخاصة التى لا يعرف أحداً عنها شيئاً منذ «الأحكام إياها» التى تفنن فريق عمله القانونى الذى يعمل بالاتحاد وضواحيه، الأساتذة إبراهيم إلياس ومحمد المشطا، فى دفنها قانونياً مستغلين ثغرات القانون فيما يسمى بـ«الاستشكالات».. و«الطعون» التى تستهلك الوقت وتجعل الخصوم فى حالة يأس، خاصة عندما يحيط نفسه بسياج من العلاقات العليا، بل ويتحدث عنها دائماً!.
ويكفى أنه لم يحرك ساكناً عندما أتهم على الهواء مباشرة هو واتحاده بتلقى «فلوس» اللى هى طبعاً جنيهات كتير.. وخرج فى حوار مع الزميلة الأخبار قائلاً إنه لن يسكت، لكنه سكت، وبطبيعة الحال الناس فى المحروسة بتنسى، وهو كما بيهددنا بأن كشف فساد الجبلاية معناه التأثير على المنتخب ورحلة حلم مونديال 2010!!.
آخر ما فعله زاهر الذى فقد أعصابه بصورة غير مسبوقة أنه أستأجر.. نعم أستأجر طائرة خاصة فى رحلة تسمى «شارتر» لمجاملة «الحبايب»، وتقديم خدمة جليلة للإعلام بأن اصطحب معه بعض الزملاء لتغطية رحلة المنتخب إلى رواندا كنوع من تهدئة الرأى العام.. حيث كان قبلها يرفض سفر الصحافة ورجالها على أى طائرة تقل المنتخب أو إقامتهم فى أى فندق مع الفريق.. تخيلوا!.
إنها الحاجة.. بمعنى الاحتياج، بعدما انكشفت أغلب ألاعيبه فى الإيقاع بين أعضاء المجلس، وتمثيل دور الزعيم.
يكفى أن تعرف عزيزى المواطن المصرى، كيف يوقع رئيس الاتحاد على «طلب» رفع مرتب موظف فى لجنة عبدالغنى، ثم يعرف أن هناك من سيغضب فيقوم برفع سماعة تليفونه الداخلى متحدثاً مع صلاح حسنى السكرتير العام طالباً منه عدم تنفيذ الطلب الممهور بتوقيعه؟!.
ملف الاتحاد فى عهود زاهر زاخر.. لكنه يبقى مؤجلاً، حتى لا نتهم بـ «ضرب الكرة المصرية» قبل كأس العالم 2010.
لكن الذى لا يجب السكوت عليه هو تلويح زاهر بالويل والثبور وعظائم الأمور لكل من تسول له نفسه أن يقترب من نقد الاتحاد.. بل ويستخدم أسماء من العيار الثقيل.. كأن يقول: «الأستاذ جمال مبارك مكلمنى فى التليفون.. وقال لى إحنا معاك يا سمير.. مايهمكش؟!».
لكنه لا يقول بالطبع الأستاذ جمال مبارك معاه فى إيه.. أو قال له مايهمكش من إيه.. أو من مين.. كلام للبسطاء يفسر على أن علاقة رئيس الاتحاد الكروى وعضو مجلس الشورى عن الحزب الوطنى سمير زاهر برئيس لجنة سياسات الحزب الوطنى جمال مبارك.. تعنى منع الاقتراب منه بالنقد، أو الإشارة إلى أى نواقص لكرة القدم، وشوية تحابيش عن علاقته ببعض القيادات فى أجهزة حساسة.. والله لو عرفوا الترويج بأسمائهم باعتبارها مروعة لمن يحاول كما قلنا إرضاء ضميره المهنى بالإشارة إلى أى سلبيات كروية، لأنهوا علاقتهم به سريعاً.
رئيس الجبلاية لم يسمح بالتغطية الإعلامية على «الشارتر» لكل من انتقده.. ورفض نصائح معاونيه بتهدئة اللعب، ربما استطاع السيطرة على المعارضة، ياه.. قد تكون بـ«سفرية».. أو عطية.. إنها حقاً لغة الجبلاية فى نهاية عهد زاهر.
حقا إنها الجبلاية.. ورحم الله زمن النائب محمد أحمد.. حسن بك عبدون رحمهما الله.. وأعطي مزيدا من الصحة للواء حرب الدهشورى آخر رئيس شرعى لاتحاد الكرة.