أعتقد أنك تتذكر الصحفى العراقى منتظر الزيدى صاحب أشهر حذاء فى التاريخ، فهو الذى رشق الرئيس الأمريكى السابق بوش بحذائه منذ حوالى عام.. ومثلما أثار ضجة وقتها، فسوف تعود الضجة مرة أخرى فى أعقاب خروجه يوم الاثنين المقبل، وكان القضاء قد حكم عليه بعامين، ولكنه قضى عاما واحدا وخرج لحسن السير والسلوك.
حسب ما نشرته صحيفة الديلى تلغراف البريطانية فسوف يتلقى هدايا كثيرة وكبيرة من هنا وهناك فى العالم العربى، فسوف يحصل على منزل يضم أربع غرف نوم وتأمين صحى وسيارة، بل هناك عراقى يعيش فى المغرب عرض أن تكون ابنته زوجة لمنتظر.. كما أن هناك سعوديا عرض عشرة ملايين دولار ثمنا للحذاء الأشهر. وقال شقيقه ضرغام لوكالة الأنباء الفرنسية أنه سيتلقى أموالا سائلة وهناك أمير قطرى وعد بتقديم حصان ذهبى ووعد الرئيس القذافى بأن يمنحه وسام شرف. وأضاف ضرغام بأن هناك آخرين وعدوا بأشياء أخرى ثمينة، ولكنه لم يفصح عن هويتهم ولا عن نوعية الهدايا والعطايا. فى حين أن ابن شقيق الزيدى وعمره 6 سنوات بقصيدة يتغنى فيها قائلا :يعيش الحذاء.
وقال ميثم شقيق الزيدى للصحيفة البريطانية إنه كان يعتقد دائما أن منتظر سوف يتم قتله من جانب تنظيم القاعدة أو الأمريكيين.. ناهيك عما تردد وقتها من أن الحكومة العراقية حتما ستتخلص منه، فضرب بوش فى حضرة الرئيس العراقى، ولكن هذا لم يحدث. وأكد الشقيق أن العائلة تلقت مكالمات كثيرة طوال فترة سجنه. وهناك أحزاب اقترحت أن ينضم لها، وهناك "حسب كلام شقيقه" ضباطا من نظام الرئيس السابق صدام حسين أكدوا أنه فى حالة ترشح منتظر فى الانتخابات البرلمانية سيؤيدونه.
ناهيك عن تصريحات صلاح العبيدى المتحدث باسم الزعيم الشيعى مقتدى الصدر الذى احتفى بشجاعة منتظر، واعتبر أن خروجه من السجن انتصارا لكل من يرفض الاحتلال.
لا أظن أنك بحاجة إلى الاحتفالات الكبيرة التى ستقام فى العراق لمنتظر، والاحتفالات التى ستنقلها وسائل الإعلام ودعوات فى كل مكان فى عالمنا العربى.
ولكن ماذا بعد؟
أظن أننا سنكرر ما فعلناه عندما ضرب بوش بحذائه، ضجة ضخمة ثم نسيان.. والآن ضجة ضخمة ثم نسيان، دون أن نسأل: هل تحرر العراق من الاحتلال فى أعقاب الحادث الأول.. وهل سيتحرر فى أعقاب خروج "البطل"؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة