فى الوقت الذى نتردد فيه، مجتمعًا وحكومة، فى القضاء الحاسم على ملوثات البيئة فى محافظة مثل حلوان، تجد قطاعا ليس قليلا فى الغرب مشغولا بخوض معارك جادة ضد حكوماته وضد الشركات التى تدمر مستقبل العالم، ليس فقط فى الملوثات المعروفة، ولكن حتى فى ملوثات لا تخطر على بالى أو بالك. فقد نشرت مجلة النيوزويك تحقيقا بديعا مدعما بالمعلومات يؤكد أن البقر من أهم عوامل تلويث البيئة ومن أهم عوامل زيادة الاحتباس الحرارى، بل ووصفتها مجموعات راديكالية ونباتيون بأنها أسلحة دمار شامل ضد البشرية.
واليك التفاصيل:
لحوم الأبقار لم تؤد فقط إلى انتشار أمراض ضغط الدم وأمراض القلب.. ولكنها تسحق أيضا الغابات المطرية وتقضى على التربة وتملأ الهواء بغازات الدفيئة، يقول العلماء إن بقرة من نوع هلشتاين تنتج سنويا 180 كيلو جراما من الميثان الذى يحتجز كمية من الحرارة تفوق بـ25 مرة تلك التى يحتجزها ثانى أكسيد الكربون، وفى المحصلة كما كتب ماك مارغوليس فى تحقيقه، ينتج نقل اللحوم من المراعى للمستهلك 18% من انبعاث غازات الدفيئة فى العالم. ودعا راجيندرا باشورى رئيس اللجنة الحكومية الخاصة بالتغير المناخى التابعة للأمم المتحدة العالم للإقلاع عن أكل اللحوم مرة واحدة فى الأسبوع. وأطلق بول مكارينتى أحد أهم المدافعين عن البيئة فى العالم عبارته الشهيرة "من يريد إنقاذ الكرة الأرضية فكل ما عليه هو التوقف عن أكل اللحوم".
إلغاء هذه الصناعة الضخمة من العالم يكاد يقترب من المستحيل، ناهيك عن إقلاع الناس عنها ولذلك يحاول مخططون بيئيون تحويلها إلى صناعة صديقة للبيئة، وذلك بخطوات كثيرة منها أن تغيير طعام الأبقار والخنازير والدجاج وغيرها إلى الكتان وأنواع من العشب، واكتشف أصحاب المزارع أن هذا يجعل صحة قطعانهم بصحة جيدة وأكثر وفرة فى اللبن واللحوم، وأقل فى إنتاج الغازات.
على الجانب الآخر يحاول باحثون فى جامعة البرتا معرفة الجينات المسئولة عن تجشؤ البقر وتنظيم كمية الغازات التى تنتجها.. ناهيك عن الجهود المبذولة فى كل أنحاء العالم لوقف نزيف التخلص من الغابات.
لا أريد أن أكون محبطا لك أو لنفسى، فإذا كان الغرب يفكر ويعمل بهذه الطريقة، فلماذا نتردد فى قتل الناس مباشرة بالتلوث كما يحدث فى حلوان، سلامة البيئة لم تعد رفاهية ولكنها تتعلق مباشرة بحياتك وحياة أسرتك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة