يوم الثلاثاء الماضى اغتال مجهولون عالما نوويا إيرانيا كبيرا، هو مسعود على محمدى، ووجهت إيران الاتهام إلى المعارضة بمعاونة من أمريكا وإسرائيل. والقضية بقدر ما تحمل نوعا من الحرب القذرة، تفتح ملف اغتيالات علماء العرب والعالم الثالث، والذى يكتنفه الغموض الدائم ولا يصل أحد فيه إلى الحقيقة.
من مصر تم اغتيال عالمة الذرة سميرة موسى وهى فى أمريكا، ورغم مرور ما يقرب من 60 عاما، لا يعرف أحد حتى الآن من هى الجهة التى اغتالتها، ومنذ نحو عشرين عاما، فوجئت الأوساط العلمية والسياسية فى مصر والعالم باغتيال العالم سعيد سيد بدير ابن الفنان المصرى الراحل سيد بدير، والذى كان يدرس فى ألمانيا الغربية، وقام بتوصيل رسالة إلى الأجهزة المعنية فى مصر بأنه يشعر بأن هناك من يطارده، وانتهى الأمر باغتياله فى مصر فى ظروف غامضة لم يتوصل أحد إلى فك أسرارها، لكن زوجته وجهت وقتها اتهاما إلى إسرائيل باغتياله بعد أن صمم على العودة إلى مصر، ورفضه السفر إلى أمريكا للعمل فيها أو البقاء فى ألمانيا.
جاء اغتيال ابن الفنان سيد بدير بعد سنوات من اغتيال العالم المصرى الفذ يحيى المشد، الذى اغتاله الموساد فى فرنسا لقيامه بالإشراف على المشروع النووى العراقى مع الرئيس العراقى الراحل صدام حسين فى ثمانينات القرن الماضى.
وهناك فى قائمة الاغتيالات كثيرون، ومنها مثلا ما حدث بعد الاحتلال الأمريكى للعراق، حيث تم تصفية عشرات العلماء الذين كانوا يعملون فى المجال النووى، ومختلف صناعات الأسلحة، ووجهت أطراف عراقية وقتها الاتهامات إلى إيران وإسرائيل.
القضية فى عمومها تؤكد أن حروب أمريكا وإسرائيل لا تنتهى ضد دول العالم الثالث التى تطمح إلى اللحاق بركب التقدم العلمى، وفى القلب منه المجال النووى والتسليح المتقدم، وتحدد فى ذلك استهداف الكوادر العلمية التى هى أساس هذا التقدم، لكن المفارقة أن ما يتم من اغتيالات يبقى غامضا، وبالتالى تظل رسالة التحذير إلى كل العلماء الذين يصممون على المضى قدما فى طريق التقدم العلمى لبلادهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة