سعيد الشحات

عصام الشوال يرد على طارق دياب

الأحد، 17 يناير 2010 12:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن قدرنا يدفعنا إلى الانغماس مرة أخرى فى العروبة وقضاياها، من باب كرة القدم، فبعد أن هدأت عاصفة الغضب بين مصر والجزائر على خلفية ما حدث فى أم درمان بالسوادان، تتجدد العاصفة ولكن بخجل بسبب ما ذكره نجم الكرة التونسى السابق والمحلل فى قناة الجزيرة طارق دياب، بأن جماهير المغرب العربى لم يسعدها فوز مصر على نيجيريا، وقال إن عرب شمال إفريقيا لا يحبون فوز مصر، كما لا يفرح المصريون لفوز منتخبات عرب الشمال.

وقبل الاشتباك مع ما ذكره طارق دياب، أود التذكير فقط أن بعض القنوات الفضائية المصرية لم تستطع أن تدارى فرحتها بهزيمة الجزائر من مالاوى بالثلاثة فى مباريات كأس الأمم الإفريقية الحالية، وهذا للتذكير فقط.

أما ما ذكره دياب فأرد عليه عائدا إلى ذاكرتى لنحو ثلاث سنوات مضت، حيث قادتنى الظروف إلى لقاء استمر ما يقرب من الساعة مع المعلق الرياضى التونسى المتميز عصام الشوال، وكان ذلك على هامش لقاء تليفزيونى جمعنا مع الإعلامى أحمد شوبير على قناة دريم.

كان لقائى بالشوال مسبوقا بمحبة له فى قلوب المصريين بسبب تعليقه المتحمس والمتميز لمباريات الأهلى فى كأس العالم للأندية، والتى احتل فيها الأهلى المركز الثالث، سألت الشوال عن حماسه الزائد للأهلى كما لو كان مشجعا له، فأجابنى:

"بالفعل تستطيع أن تقول عنى أننى أهلاوى، وسرد لى قصة عن بدايات تكوينه كمعلق رياضى والتى أدت إلى تعلقه بالأهلى، وبدأت بإرساله فاكس للنادى الأهلى من تونس يطلب معلومات تاريخية يتزود بها، وكان لا يزال طالبا فى الجامعة، وفوجئ باتصال من الأهلى يخبره بأن المادة التى يرغب فى التزود بها ستصله فى اليوم التالى، وهو ما حدث بالفعل، قال الشوال لم أكن وقتها معلقا مشهورا حتى يعطينى القائمون على النادى كل هذا الاهتمام، وبالتالى أكد لى سرعة تلبية مطلبى أننى أمام مؤسسة عملاقة تسير وفقا للأسس تنظيمية وإدارية محترمة.

كان ما حدث من الأهلى مدخلا لأن يكون عصام أهلاويا بالرغم من كونه تونسيا، وبالتالى ظل فرحه عظيما لأى انتصارات له، وشاهدناه يفرح لانتصارات مصر الكروية.

اكتشفت فى الشوال أنه ليس موسوعة فى المعلومات الرياضية، وإنما موسوعة تاريخية وسياسية وثقافية، يتحدث عن وقائع التاريخ المصرى كما لو كان من أبنائها، وأقدمه نموذجا فى مقابل ما ذكره طارق دياب، والمفارقة أن الاثنين من بلد شقيق يعتز به المصريون هو تونس.

ربما لا يعجب البعض ما أذكره من باب الكفر بالعروبة، لكن فى ظل هذه الأجواء الخانقة والمحبطة عربيا، والتى لم تعد السياسة فقط طرفا فيها وإنما كرة القدم، أقدم ما سمعته من عصام الشوال فى مقابل ما ذكره طارق دياب، ربما يقتنع المتربصون بالعروبة، أن فى كل بلد عربى بما فيها مصر أطياف وألوان، فيها من يحب مصر والعروبة، وفيها من يكره الاثنان معا، وبينهما يجب علينا أن نتذكر أن الباقى هو لغة المصلحة، التى تقول إنه لا سبيل إلى تقدم العرب إلا بإرادة التواصل أولا بين بلداننا الناطقة بالعربية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة