سعيد شعيب

كانتونات طائفية

الجمعة، 22 يناير 2010 12:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعرف ما هو الهدف من وجود رابطة اسمها "المحامين الإسلاميين"، ومن قبلها لجنة الشريعة فى نقابة مهنية هى نقابة المحامين.. فهل منطقى أن يتم تكريس هذا الانقسام بالمعنى الدينى فى نقابة المفترض أن عضويتها لا علاقة لها بنوع الدين؟
لا أظن، فالعمل بمهنة المحاماة، بل وأى مهنة فى بلدنا، باستثناء رجال الدين، لا علاقة له بالعقيدة أو الإيمان. فإذا كان الهدف من هذه الكيانات الغربية هو النشاط الدينى، فليس مكانه النقابة، ولكن مكانه المساجد، أو حتى جمعية خيرية، وهذا حق لأصحابه لابد أن نساندهم فيه. لكن واقع الحال الآن أنه يتم استغلال الدين فى أمور انتخابية لا علاقة له بها، فليس منطقيا أن يخوض الإسلام الانتخابات ويصوت عليه المحامون سلبا أو إيجابا، فهذه إهانة من جانب هؤلاء للأديان للحصول على أصوات لا يستحقونها.

فمصالح المحامين ومهنتهم أمر نقابى من الصعب أن أتفهم حشر أى دين فيه. ثم إن هذه الكيانات الغريبة من الطبيعى ألا يلتحق بها المسيحيون، فكيف ينضمون فى نقابتهم إلى رابطة محامين إسلاميين أو ينضمون إلى لجنة الشريعة، وبالتالى من الطبيعى وهذا حقهم، أى المسيحيين أو غيرهم من أصحاب الديانات، أن يشكلوا لجان شبيهة، لتتحول نقابة المحامين، أو غيرها، إلى كانتونات طائفية.

وهذا ما حدث بالفعل، فقد تقدم ممدوح رمزى بطلب لمجلس نقابة المحامين لتأسيس لجنة الشريعة المسيحية. إذن إنه الانقسام، وللأسف من المستحيل حله أو الوصول إلى اتفاق فيه، فالإيمان لا يتغير، فلن يتنازل أحد عن دينه أو نصف دينه إرضاء للطرف الآخر. فى حين أن الاختلاف والانقسام حول أمور نقابية أمر إنسانى وطبيعى، ويمكن للبشر أن يتحاوروا حولها وصولا إلى نقطة توازن.. فكيف يفعلون ذلك فى الأديان؟!

مجزرة نجع حمادى، ليست حادثا طارئا، وليست عملا فرديا، ولكن هناك مناخا عاما تم إفساده بتعمد البعض وتواطؤ الكثيرين ليمهدوا لهؤلاء المجرمين ارتكاب فعلتهم الشنيعة.. مناخا صنعته تجاوزات كثيرة هنا وهناك، وحتما لابد أن نوقف هذا العبث، حان الوقت لوقف من يريدون، بقصد أو دون قصد، حرق البلد.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة