سعيد شعيب

فى مديح الشرطة

الأحد، 24 يناير 2010 12:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الخلاف مع بعض سياسات جهاز الشرطة لا يعنى على الإطلاق العداء، ولا تعنى إنكار جهد العاملين فيه، والحقيقة، وأنا أعرف البعض منهم عن قرب، أيواصلون الليل بالنهار فى عمل لا يتوقف من أجل صالح البلد.

ثم إن هذا السياسات لا يضعها ضباط هنا وهناك، بل ولا يضعها حتى القيادات، ولكنها مسئولية سياسية يجب أن نحاسب عليها الوزير والحكومة والرئيس، بدون أن ننسى أن أحد أهم أسباب هذه السياسات الخاطئة هى ميراث لدولة الاستبداد، والتى حتما ستأخذ مشوارا طويلا من النضال حتى ننهى مظاهرها المدمرة، ليس فقط للشعب ولكن أيضا للعاملين فى أجهزة الأمن.

بل دعنى أقول لك وبقلب مطمئن أن الضباط وصف الضباط والجنود هم من أكثر الفئات تعرضا للظلم. ولا تندهش، فهم الفئة الوحيدة تقريبا التى لا توجد لها نقابة أو رابطة أو نادى أو حتى جمعية تدافع عن حقوقهم. كما أنهم محرومين من حق الاحتجاج على ما يتصورونه ظلما، بعكس الصورة السائدة عنهم وهى أنهم جميعا "واخدين حقهم وزيادة"، ولكن الحقيقة لا يوجد لهم ساعات عمل محددة، مثل باقى خلق الله، وأجورهم، باستثناء كبار القيادات والمحظوظين، هزيلة. ويمكن أن يتم نقل أيا منهم إلى أى مكان حتى لو كان بعيدا عن أسرته، فمعظم القواعد التى تحكم عملهم عرفية وغير عادلة، حيث لا توجد لوائح محددة يمكن الاحتكام إليها.

كما أنهم يحاسبون على الخطأ مرتين، مرة بالمحاكم التى يمتلكها الجهاز ومرة أمام القضاء العادى، رغم أن القانون والدستور ينص على أنه لا يجوز أن يحاسب أى متهم على الجريمة مرتين.

أضف إلى ذلك أنهم وحدهم يتحملون خطايا كل الوزارات والمؤسسات، فإذا حدثت أزمة فى الخبز مطلوب منهم تأمين الطوابير، وإذا حدث اشتباك بين جمهور الكرة المصرى والجزائري، عليهم تأمين الإستاد والسفارات، وإذا ظلمت وزيرة القوى العاملة عمال شركة ما، فعليهم تأمين احتجاجهم حتى لا يحدث تخريب.. الخ.

هذا لا يعنى عدم انتقادهم، بل والقسوة فى الانتقاد ليست عيبا.. وهو ما فعلته كثيرا، لكن دون أن ننسى أنه بدون الأمن ستتحول البلد إلى غابة، ودون أن ننسى الأهم وهو أن هؤلاء الرجال منهم من يضحى بروحه من أجلى ومن أجلك.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة