يسرى الفخرانى

أحمد حسن.. رئيس بنك الشباب!

الأربعاء، 27 يناير 2010 08:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يملك أحمد حسن مهارة فائقة فى لعبة كرة القدم، الأهم أنه يملك هدفا محددا يريد الوصول له، الهدف أن يبقى فى ملاعب الكرة حتى أخر قطرة لياقة وموهبة وأخلاق، هذا لاعب نموذج لشاب مصرى يملك تواضع العظماء كما يمتلك شخصية محترمة قوية صادمة أحيانا، لا يدخر جهدا فى سبيل عمله، مخلص وشجاع وجرىء وصلب، وهو ارتفع بلاعب كرة القدم من مرتبة الاحتراف إلى مرتبة الاحترام!

حين تعرفت إلى أحمد حسن عن قرب، رأيت نفس الشخص الذى أتابعه كقائد مرتب وذكى لفريقه، نفس الجدية التى يمارس بها كرة القدم.. يمارس بها حياته الخاصة ويحكم بها شخصيته التى لا تقبل الحلول الوسط، الرمادية، وهى صفة يتمتع بها الكثيرون الآن، المراوغة اللينة التى تقبل كل الألوان من أجل مصلحة خاصة.

حسن، هذا الصعيدى الدوغرى الصريح الذى لاتقبل آراؤه القسمة على اثنين، لايبدل أفكاره أو مبادئه، لا يمشى على الحبل ولا يغير ملامح وجهه حسب الظروف، يحمل أخلاقه فى كل المواقف، ويدفع من أجل الحفاظ عليها ثمنا ربما يمكنه ألا يدفعه، لا يضع نفسه موضع شبهات، ولا يتنازل من أجل مكسب شخصى.

هنا شاب من مصر، لا يتفاوض مع أحلامه، أنما يسعى بكل الطرق المشروعة إلى تحقيقها، وهو يؤمن أن الجهد والعرق والكفاح والإصرار أسلوب حياة.

له عائلة كريمة صغيرة بسيطة لم يمنحها صكوك النجومية لتتعامل بها مع الآخرين، على العكس هو حريص على أن يكون أمامهم مجرد رب أسرة مكافح يعمل فى مهنة لعبة كرة القدم من أجل أن يوفر لهم حياة أفضل.

لم يتغير أحمد حسن على مر السنوات، وكان يمكنه أن يفعل، مثله مثل غيره، يطبق قانون الوقت بكل أخطائه، فتصبح عائلته نجوم مجتمع، ويصبح هو فتى السهرات الخاصة، ويخلص لمصالحه على حساب وظيفته كلاعب كرة قدم.

كم شاب فى مصر أحمد حسن؟
كم شاب يعمل بجدية لينجح بشرف؟
أنا أعتقد أن فى مصر آلاف أحمد حسن، بكامل هيئتهم المشرفة وأحلامهم الكبيرة وأخلاقهم المتينة، تخبئهم الظروف أو نوعية العمل الذى يقومون به، يعملون بنفس الجدية ويحلمون بنفس الطريقة ويخوضون معارك أيامهم بنفس الأسلوب، يحملون الأمل ويحتمون به، هؤلاء هم مصر الجميلة المختبئة تحت وجع السيول ومواجع الأخبار الموحشة!

هؤلاء يجب أن نبحث عنهم ونضىء على أعمالهم النور، كل النور، ونبرزهم فى العناوين الأولى، ونقدم لهم أيدينا ليصنعوا لنا حاضرا مبهجا وسعيدا.

ابحث حولك وسوف تجد شخصا يستحق على الأقل أن نقول له إنه يسير فى الاتجاه الصحيح، نشجعه على المضى إلى الأمام فى شجاعة، يقدم أفكاره ويعتنى بأخلاقه ويجاهد من أجل تحقيق أحلامه الواضحة، فلا ينزلق فى تقديم تنازلات، ولا يسقط وهو يؤدى فروض الولاء والطاعة!

تعالوا نؤسس معا بنكا للأشخاص الأكفاء، للشباب الذى يحمل روحه من أجل مبدأ، بنكا رصيده البشر، وما أغلى البشر فى تغيير الواقع مهما كان مرا، وما أروع البشر فى تجميل الحقيقة مهما كانت صعبة، بنكا نضع فيه كل يوم عشرات الشباب فى كل المجالات، صورهم وأسماءهم وإنجازاتهم وأفكارهم وطموحاتهم وشخصياتهم، بنكا نمد له عيوننا حين نحتاج إلى رئيس جمهورية أو حكومة أو رؤوس عاقلة مستنيرة تقود البلد، بنكا يكشف أن لدينا ثروة وليس لدينا عجز، يجدد الأسماء المحدودة التى ندور حولها حين نريد شخصا نضعه على قمة عمل ما!

أرشح أحمد حسن لقيادة مجلس إدارة هذا البنك العملاق، ليس لأنه لاعب كرة معروف، لكن لأنه يملك جماهيرية عريضة وعميقة ومصداقية لم يختلف عليها أحد، ولأنه حصل على ما حصل بجهده وليس بالفهلوة والدعاية، لم يرشحه كذابو الزفة.. لكن صبره وصدقه!
هذا البنك هو أقوى وزارة للشباب، وأقوى حزب، وأقوى بديل للوجوه التى تهدلت وترهلت وشاخت وذبلت، لم أطلب أن يكون البنك جماعة أو جمعية أو حزبا أو وزارة أو رابطة، اقترحت أن يكون بنكا يلجأ إليه الباحثون عن شباب لاتحكمه نظرية أو قوة أو أشخاص، بنك لأروع مانملك فى كل مجال، من حق كل إنسان أن يذهب إليه ويفتح حسابا باسم شخص فى حياته يرى أنه يستحق، ويقدم فى الحساب أسباب اختياره، مؤهلاته، صفاته، أحلامه، أفكاره، ثم يقوم البنك ببناء قاعدة بيانات يضع فيها كل من يرى أنه بالفعل يستحق بعد فحص مؤهلاته، ويدعم هذا البنك أشخاص عقلاء حكماء يحصلون منه على قروض من البشر وليس المال، لبناء مشروعات قومية عملاقة، يقومون بتدريب وتأهيل هذا الشباب من أجل ثورة إدارية ومهنية نحتاجها بالفعل!

ليس فى الأمر خيال كاتب، إنما واقع يمكن تحقيقه بالابتعاد عن الروتين البطىء والتعقيدات القاتلة، يمكن لأى كيان كبير فى مجال تكنولوجيا المعلومات أن يتبناه، لأنه بنك افتراضى، ويضع إعلانات البنك الجديد على صفحات المواقع الناجحة على الإنترنت، وبإمكانات بسيطة ورؤية واضحة وقدرة على تحقيق النجاح سوف نحصل فى أقل من عام على مائة ألف شاب كميزاينة تأسيس لهذا البنك العملاق.

وأنا أقترح على الأعزاء القراء الآن أن يجربوا هذه المساحة على موقع اليوم السابع ويرشحوا الأسماء المقترحة فى الدائرة الصغيرة حولهم، يقدموا لنا نجوما لانعرفها، ويقترحوا أشخاصا مع نبذة صغيرة لمؤهلاتهم فى سطرين أو ثلاثة عنهم، شجعوا كل من حولكم لهذا الاقتراح، فكروا بعمق، حولوا النظرة السلبية للحياة إلى خطوة حقيقية إيجابية، اطرحوا الأسماء بقوة، صديق أو زميل أو جار أو شخص مر فى حياتكم ولو عابر سبيل، ارفعوا الأسقف التى تخنق تفكيرنا وأحلامنا، ابحثوا بأنفسكم عن رصيد للبنك الجديد، لاتعجزوا أمام الفكرة.. طوروها، أعيدوا صياغتها، انضموا لها رصيدا أو رعاة، دافعوا عن حق كل منا فى تقديم من يستحق إلى أماكن شاغرة فى المجتمع.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة