ساعات قليلة وتنتهى مباراة مصر والجزائر فى الدور قبل النهائى لتصفيات كأس الأمم الأفريقية، وستكون نتيجة هذه المباراة إما علاجا ختاميا لفصل بارد فى العلاقات بين البلدين والتى شهدت توترات سيئة بعد مباراة البلدين التى أقيمت فى السودان فى تصفيات كأس العالم، وإما ستصب الزيت على النار من جديد.
ومن دروس الماضى القريب وبالتحديد الأيام التى سبقت مباراة البلدين فى القاهرة ثم مباراة أم درمان، علينا ألا نسلم زمام الأمور إلى بعض رجال الإعلام الرياضى فى البلدين، الذين قادوا الرأى العام إلى السفه والصغائر، فأصبحت المصالح التى تجمع البلدين أسيرة لما يفعلوه.
شحن الإعلام الرياضى بسطاء الناس فى البلدين، وتعامل مع تاريخ الشعبين وتضحياته المتبادلة بطريقة مخلة ومهينة، وتوقف بهما عند مجرد الفوز بمباراة، وكأن هذا الفوز هو مهد الحضارة، أو كأنه الوعاء الذى سيطعم الجوعى ويمنح فرص العمل للعاطلين.
ارتكب بعض رجال الإعلام الرياضى كل الأخطاء قبل موقعتى القاهرة وأم درمان، ولم يحترموا الخصائص الحضارية للشعبين، شاهدنا وسمعنا معظمهم لا يفقهون شيئا فى تاريخ البلدين، وذكروا كل أنواع الموبقات التى ساهمت فى صناعة التحريض والتدمير النفسى قبل المادى.
شاهدنا المفكرين والمثقفين وأصحاب الضمائر النظيفة فى البلدين لا حول لهم ولا قوة، أمام فضائيات وصحف مفتوحة ليلا ونهارا تسب وتلعن وتعبث فى تاريخ البلدين، وبدلا من أن يكون هؤلاء المفكرون والمثقفون صناع الرأى الحقيقى كما هو طبيعى فى البلدان التى تحترم نفسها وتاريخها، وجدوا أنفسهم فى الصفوف الخلفية، ويتم التعامل مع وجهات نظرهم بنبذ، ولم تقف المأساة عند حدود ذلك بل امتدت إلى المسئولين السياسيين فى البلدين، فبدلا من أن يتعاملوا وفقا لقاعدة أن المصلحة العامة بين البلدين هى الأبقى، وضعوا أنفسهم فى خانة الرد فعل للمحرضين من رجال الإعلام الرياضى.
القراءة السابقة تقودنا إلى أن ما حدث يجب الاستفادة منه والانتباه إلى مخاطره، فما يجمع البلدين أبقى من مجرد الفوز فى مباراة كرة قدم، ولو تجدد الاشتباك بين البلدين على أثر مباراة الغد فسيكون إثما عظيما.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة