بعد ساعات سيتم إعلان المرشد الجديد لجماعة الإخوان المسلمين، ومعه ستتبارى الاجتهادات حول ماذا سيكون حال الجماعة فى ظل مرشدها الجديد؟، وماذا كانت الجماعة فى ظل مرشدها السابق محمد مهدى عاكف؟.
تاريخ جماعة الإخوان المسلمين هو انعكاس حقيقى لعاملين هامين، الأول هو الوضع السياسى العام القائم، وكيفية تعامل الجماعة معه، وتعامل الدولة أيضا معها، أما العامل الثانى فيكمن فى طبيعة شخصية المرشد نفسه.
وعبر تاريخ المرشدين، شاهدنا الجماعة بتجليات مختلفة، فتحت راية مرشد نجدها تدخل فى حالة الانكفاء التنظيمى وتنسحب من السياسى، وتعمل على كسب العناصر الجديدة بطريقة سرية حتى يأتى الوقت الذى تخرج فيه إلى الفضاء السياسى، فيكتشف الجميع أن سنوات انكماشها السياسى أضافت إليها، ولم تسحب منها، ومع مرشد آخر، نجدها تصدر نفسها إلى الجميع بوصفها البديل السياسى الطبيعى مستندة فى ذلك على قوة الحشد، والتمثيل السياسى فى البرلمان والنقابات وغيرهم.
وفى إطار هذا التحليل يأتى القول.. ماذا كانت الجماعة مع عاكف؟، وماذا ستكون مع المرشد الجديد؟.
أعطى عاكف بطبيعته الشخصية زخما للجماعة، بانفتاحه الإعلامى الصادم فى معظم الأحيان، والهادئ فى أحيان قليلة، مستفيداً فى ذلك مع الظرف السياسى العام الذى شهد فى فترته حراكا سياسيا عاما بفضل حركات الاحتجاجات التى ظهرت وأبرزها حركة كفاية، واستفادت الجماعة من عملية الإشراف القضائى على الانتخابات البرلمانية فخاضت الانتخابات وحققت مكاسب كبيرة، مما جعلها تقول وبالصوت العالى إنها البديل السياسى للحزب الوطنى الحاكم، وفى هذا السياق أتخيل لو كانت الجماعة تحت قيادة مرشد آخر غير عاكف، ماذا سيكون وضعها؟.
ولأن التاريخ لا ينفع معه سؤال.. لو، فما حدث قد حدث وانتهى، فالموضوعية تقتضى القول بأن عاكف أفاد الجماعة كثيراً بصرف النظر عن أى خلافات معه خاصة، ومع الإخوان عامة.
يبقى فى ذلك السؤال.. ماذا سيكون شكل الجماعة مع المرشد الجديد؟
السؤال معلق على من سيكون المرشد، لكن إذا كان بنفس خصائص عاكف، ومع التحولات السياسية التى ضيقت على الإخوان، فأغلب الظن أنها ستدخل فى خصام أعنف مع الدولة، أما إذا كان من رجال التهدئة والدعوة فستنكفئ الجماعة على نفسها للبحث عن عناصر جديدة حتى تأتى لحظة المفاجأة التى ستعلن أنها زادت فى عضويتها ولم تقل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة