سعيد شعيب

عودة الابن الضال

الأحد، 31 يناير 2010 12:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم هو اسم الفيلم العظيم للمخرج الراحل يوسف شاهين الذى تم عرضه عام 1976، لكن لماذا الحديث الآن عن هذا العمل الهام؟
لأن الحظ أسعدنى بسماع أغانيه البديعة، ثم إن الفيلم كان مؤشرا هاما على أمرين، الأول أن النخبة المثقفة وربما السياسية وقتها، قررت بإرادتها الحرة أن تنهى رباطها المقدس مع فكرة القائد الأب، الزعيم الملهم الذى يمكن أن نسير وراءه إلى نهاية العالم.

هذا العمل المشحون ببكائية نبيلة يقدم تحليلا لأسباب انهيار تجربة جمال عبد الناصر، الزعيم الذى وعد "شعبه"، بـ"لبن العصفور فى ورق سلوفان"، فقد كان "وعد منك.. كان حلم منا". كما غنت ماجدة الرومى بكلمات العظيم صلاح جاهين الذى اشترك مع شاهين فى كتابة القصة.. فقد تحالفت الرأسمالية المتوحشة والعسكر ونجحا فى سحق الحلم، فالبطل "على" (جمال عبد الناصر) كان مترددا فى مواجهتهم.

بعيدا عن صحة التحليل من عدمه، فالأهم صناعة طى الصفحة، أملا فى بداية جديدة.. ولكنها كانت مرتبكة، بمعنى أنها غائمة، فلا يمكن بناء مستقبل بتأكيد أهمية العلم فقط (هشام سليم الذى كان مغرما بنموذج دكتور فاروق الباز ومهووس بالعلم والفضاء). ولا بتوديع الراحل الكبير محمود المليجى للشابين هشام سليم وماجدة الرومى ، بعد معركة دموية بين أفراد الأسرة، فهى إشارة غير محددة أن الحل فى الشباب غير الملوث بماض كريه.

وهذا لا يكفى لرسم ملامح مستقبل، لكن الأهم فى الفيلم ليس الطلاق من عبد الناصر، فهو قائد عظيم رغم أى تحفظ، لكن الخلاص من أى إيديولوجيا أبويه، إنهاء فكرة التفويض لأى كان.
هذا ينقلنا إلى ما يتبناه قطاع لا يستهان به من نخبتنا السياسية والثقافية، وهو حتمية وضرورة وجود مشروع قومى يلتف حوله المصريين، بل إن الكثيرين يرجعون سبب الانهيار الآن إلى غياب هذا المشروع الحلم.

ودعك من أنه فى الحقيقة يوجد عدة مشاريع متناقضة، لأن الأهم أنها ذات الطريقة القديمة فى التفكير، إجبار كل المصريين على اتباع إيديولوجيا محددة، وهى مثل إجبارهم على ارتداء زى واحد.. وكل ما يقدمه هؤلاء هو وعد بأن بلدنا ستتحول إلى جنة!! وهى لن تتحول إلى جنة، إلا إذا كان مشروعنا القومى هو الحرية والحقوق المتساوية، وساعتها يختار الناس حلمهم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة