سعيد شعيب

هل يجب أن تكون الصحافة معارضة؟

الإثنين، 04 يناير 2010 12:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإجابة التى ستجدها منتشرة هى نعم، بل ستجد عددا ليس قليلا من الزملاء يقولون بفخر: أنا صحفى معارض. ومنذ فترة أكد زميل تولى رئاسة تحرير جريدة أن الصحافة (يقصد المعارضة طبعا) تحولت إلى أكبر حزب معارض فى مصر، ويعد قرّاءه أنه كان وسيكون من هذه الكتيبة المعارضة.

المقصود بالطبع معارضة السلطة الحاكمة.. فهل هذه هى وظيفة الصحافة؟ ثم إذا كانت هذه هى وظيفتها، فما هو دور الأحزاب؟

الإجابة فى بلدنا ما زالت ملتبسة وتحتاج إلى فض اشتباك، فالصحافة مهنة، مثل أى مهنة لها قواعد وأصول، ولها دور محدد، هو ممارسة ما يمكن أن نسميه رقابة شعبية على كافة السلطات فى الدولة، سلطة تنفيذية، قضائية، تشريعية، مؤسسات مجتمع مدنى، بل على المجتمع ذاته. والرقابة تعنى نقل المعلومات إلى المجتمع، لدفعه إلى تغيير الأخطاء، وذلك من خلال مهمة الأخبار وباقى فنون العمل الصحفى منها الحوار والتحقيق والتقرير وغيرها.

إذن الصحافة خدمة لا يمكن لباقى مؤسسات المجتمع أن تقدمها، ومنها الأحزاب السياسية، بما فيها الحزب الحاكم، وبالتالى فهناك خطورة للانحياز السياسى أو الدينى أو غيره، لأنه يفسد المهمة الأصلية وهى حق المجتمع فى المعرفة. والانحياز يعنى أن يصمت مثلا الزميل الذى يعتبر نفسه معارضا عن جرائم تياره السياسى، ومثله يفعل المؤيد للحزب الحاكم، أو يعادى الصحفى قطاعا من المجتمع لأنه يختلف معه فى الدين أو العرق.

وهذا تزوير للمعلومات، والزميل الذى يفعل ذلك، سوف يفقد حتما الكثير من المصادر، لأنهم يعرفون أنه سيزوّر ما يقولوه لصالح موقفه السياسى، وإما أنه لن ينشرها، فهو فاقد للمصداقية. بالإضافة إلى أنه سينشر ذات المواد كل يوم سواء كانت مؤيدة أو معارضة، وبالتالى سينصرف عنه القراء عاجلا أم آجلا، ومن ثم تخسر الصحيفة، ويصبح أجر هذا الصحفى أقل.

هذا لا يعنى ألا يكون للصحفى وجهة نظر، فهذا حقه، بشرط ألا يخلطه بباقى الفنون الصحفية، فالصحفى باحث عن الحقيقة وليس مندوب دعاية وإعلان لهذا التيار أو ذاك.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة