أكرم القصاص

بيان الملط.. وحكومة عز النظيف أرقام

الخميس، 07 يناير 2010 01:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع أن لدينا حكومة وحزب ومجالس تشريعية ومحلية وانسيابية ولجان عليا ومجالس أعلى، لا نرى من كل هذا غير التصريحات التى تقول، إن نسبة النمو عندنا مرتفعة، مثل نسبة الكذب، والبيانات المضروبة، وهناك إنجازات على أرض واقع الحكومة، الذى هو غير واقع الأهالى. الحكومة تقيس الثراء بعدد أجهزة الموبايل وليس بعدد أطباق الفول أو رقعة العشوائيات أو المتشعبطين فى الدنيا بالاسم.

أقول هذا بمناسبة البيان الذى ألقاه المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات فى مجلس الشعب، وانتقد فيه أداء الحكومة وفشلها، وفقدان الناس للثقة فيها، الملط تحدث عن غياب الشفافية وتدهور الخدمات وارتفاع الدين الداخلى، لكن هذا الكلام لم رئيس لجنة الخطة والموازنة السيد أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطنى، الذى اعتبر كلام الملط سياسياً، وكأن السياسة تهمة مع أن السيد عز وحزبه وأمانة سياساته ورحلاته طوال الوقت يتكلمون فى السياسة، ويطرحون أكاذيب سياسية، فإذا خرج شخص آخر ليتحدث عن العجز والفشل، فإن أمين تنظيم الوطنى يتهمه بأنه يقول كلاماً سياسياً، وهو يقصد أن الدقة تنقصه، مع أن بيان رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات مزدحم بأرقام تكشف عن ارتفاع الأسعار وتدنى الخدمات وارتفاع الدين الداخلى بما يقارب ثلاثة أرباع الدخل العام.

لكن السيد أمين تنظيم الحزب تلبسته حالة رقمية وبياناتية، وطفق يحاول التقليل من بيان رئيس جهاز المحاسبات، وكثير من السادة نواب الموقر أعضاء اللجنة بدوا مثل "نائب الله فى برسيمه" وبدلاً من أن يتعظوا ويفهموا فإذا بهم يقولون أى كلام فى محاولة للتشويش على بيان الملط، الذى جاء واضحاً من حيث معانيه ولو كان هناك من يفهم لاتخذ من البيان نقطة انطلاق لقراءة الواقع الحقيقى وليس الواقع الرقمى الافتراضى لحكومة الدكتور ومن خلفها الحزب الوطنى الرقماوى.

المطلوب من رئيس جهاز المحاسبات، أن يقول كلاماً محاسبياً جافاً حتى يرضى السيد عز النظيف أرقام"، مع أن كل ما فعله الملط أنه ترجم الأرقام إلى عبارات مفهومه للمواطن، قال إن أحداً لا يصدق الحكومة، وهو كلام علمى وارد فى الدراسات والأبحاث واستطلاعات الرأى، وقال إن الدين الداخلى بلغ عدة مئات من المليارات وهناك عجز يناقض ماتقوله الحكومة دائماً من ارتفاع نسبة النمو والتى لا يحس به أحد غير الحكومة ومستشاريها ومحتكريها.

الملط يقول إن الناس لا يصدقون الحكومة والوزراء ولا يتعاملون مع ما تقوله على أنه أمر حقيقى، وهو كلام مؤدب، لأن ترجمته تعنى أن الحكومة والحزب يكذبون، لكن عز ومن بعده نظيف كلاهما يريد من رئيس الجهاز المركزى أن يكتفى بإصدار تقارير توضع فى الأدراج، لتنام من نفسها كما تنام كل التقارير الرقابية، التى تصدر منذ عقود وتكشف الفشل وتلتقط المخالفات لا أحد ينظر لها أو يتعامل معها بجدية، لكن الملط طوال ثلاثة أعوام اختار أن يترجم لغة الأرقام إلى لغة مفهومة، ولهذا يغضب منه عز ونظيف، لأنه يكشف أن الكذب مالوش رجلين، وحتى فى لغة الأرقام هناك كذب واضح، ولهذا حديث آخر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة