أفتى اتحاد علماء المسلمين بأن بناء مصر جدارا على حدودها حرام شرعا، ودعا بيان أصدره الاتحاد مصر «أن تنأى بنفسها عن هذا العمل المحرم وتتوقف فورا عن تشييد الجدار الذى لن يحقق أى مصلحة لمصر»، كما ناشد الشعوب العربية والإسلامية وفى مقدمتها الشعب المصرى أن تعلن بالطرق «السلمية» رفضها هذا العمل، وقال أحد شيوخ الفضائيات إن «كل من شارك فى بناء الجدار، سواء بالكلمة أو الأمر أو بحمل الأحجار والرمال أو المجهود البدنى آثم شرعا»، وعلى الجانب الآخر أعلن مجمع البحوث الإسلامية «موافقة الأزهر على بناء إنشاءات لتأمين الحدود مع غزة»، وقال نائب رئيس محكمة النقض لفهمى هويدى على التليفون فى الشروق: «إن بيان المجمع نموذج لتلبيس الحق بالباطل، ذلك أن دفاعه عن إقامة الجدار يعنى فى ذات الوقت (والصحيح فى الوقت ذاته) الدفاع عن تجويع الشعب الفلسطينى»، لقد تحول رجال الدين الرسميون على الجانبين إلى خبراء فى الحدود بين الدول، وأصبح الذى يوافق على تأمين حدوده بفضل الشيخ القرضاوى وميليشياته وفضائياته حليفا للعدو الصهيونى ويقوم بتجويع أشقائه، وعلماء الأزهر، كما قال مكى، فى المكالمة نفسها لم يتذكروا الحديث الشريف الذى ذكر أن امرأة دخلت النار فى هرة (قطة) حبستها وجوعتها، لقد حولوا الموضوع إلى حرام وحلال، تماما كما يريد المتطرفون فى الجبال، وجعلوا الحكومة المصرية غير الذكية تخضع للابتزاز، وتمسك بفتوى مجمع البحوث وكأنها طوق نجاة، نحن نعرف أنه لا يوجد أعداء لنا غير إسرائيل، ونعرف أنها خطر وستظل، ولهذا عندما يقدم سلاح المهندسين على عمل مرتبط بالسيادة الوطنية، فعلينا أن نثق فيه، بعيدا عن لغة «الضغوط الأمريكية الصهيونية»، اختلف مع نظام مبارك كما شئت، ولكن لا تترك أذنيك لرجال الدين فى موضوع يتعلق بأمن بلادك، ولا تتحدث عن حماس، ولكن تحدث عن فلسطين المحتلة، التى لن تتحرر إلا بالمقاومة الحقيقية الموجعة.
2
لا أدرى الحكمة من وراء إلغاء حفل محمد منير السنوى فى دار الأوبرا، والذى يقام منذ أكثر من ثلاثة عشر عاما، هل لأن وزارة الداخلية أخذت بفتوى تحريم الغناء حتى لا يزايد عليها أحد؟ هل جمهور منير (العابر للأجيال) أصبح خطرا على الأمن العام؟ لم يقولوا لماذا ألغوا الحفل، وهذا استخفاف بالناس والدولة المصرية، محمد منير موجود فى قلوب محبيه لأنه فنان يحترم نفسه وجمهوره، ويصعب حصاره، واذا كانت الداخلية عاجزة عن حماية حفل غنائى... فما هى وظيفتها بالضبط؟
3
أمام حسن شحاتة فرصة عظيمة فى أنجولا «لخطف» أمم أفريقيا للمرة الثالثة على التوالى، بشرط أن يفهم حاجة الجمهور إلى هذا الانتصار، وأن يكف عن عبقريته التى «تنقح» عليه بين الحين والآخر، كما حدث أمام أمريكا فى كأس القارات وأمام الجزائر فى الخرطوم، وقد أسعدنى دعم بعض الجمهور الجزائرى من الآن على الإنترنت ـللمنتخب المصرى فى مواجهته أمام نيجيريا التى يحرس مرماها محترف فى إسرائيل، وكنت أتمنى أن يكون الدعم للفريق لأنه مصرى عربى فى المقام الأول، وأعترف أن مباراة الخرطوم والمبالغات التى أحاطت بها دفعتنى للتجاوز فى حق الأشقاء الجزائريين، وأنا هنا أعتذر لأننى لم أكن أقصد الإساءة كما ظن الذين شتمونى منهم، المهم، حسن شحاتة يشعر أنه أخفق فى التأهل لكأس العالم، ولكنه مطالب بتجاوز الموضوع، لأن سنة كرة القدم أنه لا يوجد منتصر دائما، ولا يوجد فريق يأخد كل شىء دفعة واحدة، حسن يمتلك فريقا رائعا وموهوبا ومتخصصا فى إسعاد جماهيره، جماهيره التى تبحث عن الفرح، حتى لو بأقدام اللاعبين، الحصول على البطولة هذه المرة، سيكون تحية للعلم الوطنى، وسيكون أعظم مكافأة لللاعبين والجمهور المهزوم فى حياته اليومية على حد سواء.