أكرم القصاص

شماعة المؤامرة فى نجع حمادى ورفح

السبت، 09 يناير 2010 12:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو أراد أى عدو أن يتآمر علينا، لما فعل لنا ما نفعله بأنفسنا. وما حاجة عدو للتآمر على أغبياء ومتعصبين، يقتلون بعضهم فى حوار حول أولوية السقوط فى البئر.. وأى مؤامرة نبحث عنها لنعلق عليها فشلنا وصراعنا. تقود لأن يقتل المصريون بعضهم بلا سبب، ويقتل الفلسطينيون بعضهم من أجل سلطة ناقصة، ويوجه قناص حماساوى رصاصته لرأس جندى؟.

كيف يمكن لمن يرسمون المؤامرة أن يدفعوا مواطنا ليقتل مواطنا آخر انتقاما من مواطن ثالث؟. فى نجع حمادى اتهم شاب قبطى باغتصاب فتاة مسلمة، وتم القبض عليه وهو أمام النيابة للتحقيق، فما ذنب مصليين كانوا فى الكنيسة يوم عيدهم ليخرج عليهم إرهابى ويطلق عليهم الرصاص، وهل يمكن مثلا قتل أهالى قنا لأن مواطنا من قنا قتل مواطنا آخر من أسيوط؟، هذا كلام لا يوجد فى القوانين ولا فى الأعراف، ولا فى تقاليد الصعيد ولا فى أية عقيدة.

أية مؤامرة تلك التى جعلت الفلسطينيين من فتح وحماس يرفعون السلاح فى وجوه بعضهم البعض، ويقتل كل منهم الآخر من أجل الانفراد بسلطة ناقصة، ويرفضون كل محاولات الصلح، ويواصلون اتهام بعضهم بالخيانة والفساد والإرهاب، والنتيجة أن القضية الفلسطينية تفرعت، وأصبح لها فصائل وفرقاً، ولكل منها حلفاء وخصوم، وممولين، ويخسر الفلسطينيون ولا يربح سوى تجار الكلام والبيانات. لم يعد أحد يهتم كثيراً من أمراء الفصائل الفلسطينية بخطر الاحتلال الإسرائيلى وأنه القضية الرئيسية، تفرغ بعضهم للمعابر، والبعض الآخر للمزايدة على الآخرين. والبحث عن سلطة غير موجودة من الأصل.

لقد أصبحت مصر هى الخصم، بالنسبة لحماس، وأصبح الجندى أحمد شعبان أخطر على بعض الفلسطينيين من جنود إسرائيل ودباباتها، وأصبح معبر رفح هو الهدف الأسمى وليس فك الحصار أو مواجهة الاحتلال. وبالنسبة لجماعة فتح حماس هى الخصم، وليس التخلص من الاحتلال. وبالنسبة لسوريا المزايدة على موقف مصر أهم من تحرير الجولان، وفى لبنان الفرز الطائفى أهم من إعادة إعمار الدولة التى دمرتها الطائفية، لقد دمرت الصراعات الطائفية لبنان وقتل الفلسطينيون من بعضهم أكثر مما فعلت إسرائيل، فأين المؤامرة، وكيف يمكن مطالبة العدوان الإسرائيلى بالرحيل، بينما لا يوجد كيان يمكنه تسلم السلطة والأرض.

ابتعدت المسافة بين الفلسطينيين والقضية، واقتربت إلى حالة من الجدل وسوء الفهم، وكل يوم تنتقل إلى خط متأخر، وأصبحت المفاضلة بين سوريا ومصر وليس بين الاحتلال والتحرير، وقطر تريد أن تشترى القضية الفلسطينية، كما تشترى البنطلونات والساعات. و يبدو أحيانا أن بعض الفلسطينيين لا يرغبون فى الحل ويجدون أن مصالحهم وأرباحهم تتعاظم من البقاء بين الأطراف واللعب على التناقضات.

ولم يتعلم الفلسطينيون من أعدائهم شيئاً، فالإسرائيليون يختلفون فيما بينهم حول التفاصيل، ويتفقون على الاستراتيجية، بينما مناضلونا تكتيكهم البيانات، واستراتيجيتهم المزايدات. وهل تحتاج إسرائيل إلى مؤامرة، ولدينا من الانتهازيين والأغبياء ما يغنى عن كل مؤامرة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة