ظهر الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش على سطح الأحداث أثناء جولة له فى الكويت، والأردن، والتى أعلن بمزاح جاد أنه يبحث عن عمل، وأنه قرر أن يتكلم مقابل المال، بعد أن كان يتحدث بالمجان أثناء توليه الرئاسة، والميزة الوحيدة لجولات بوش أنها تذكرنا بأن هناك رؤساء سابقين يتحركون ويبحثون عن عمل، لكنه اختار المهنة الأصعب بالنسبة لثقافته وقدراته.
جرت العادة أن يعمل الرؤساء الأمريكيون بعد تقاعدهم فى إلقاء المحاضرات أو كتابة مذكراتهم، وأبرزهم جيمى كارتر وبيل كلينتون، وبيل كلينتون معروف أنه أحد أكثر رؤساء الولايات المتحدة ثقافة وحضورا، وهى ميزات يفترض أن تتوفر فى محاضر، لكن بوش لايمتلك إمكانات بيل كلينتون، ولا حتى إمكانات والده بوش الأب، ولم يعرف عنه "النباهة" أو الثقافة، بل إن معلوماته كانت مثار سخرية معاصريه ونقاده وبعض مؤيديه، ولو كان يمتلك أى قدر من الثقافة أو الحضور لوجد طلبا من دور نشر أو مؤسسات أمريكية لتوظيفه، وما كان فى حاجة للبحث عن عمل فى بلد عربى، وقد اعترف فى زيارته للكويت أنه عندما تولى رئاسة أمريكا لم يكن يعرف أين تقع أفغانستان ولا يعرف شيئا عن تنظيم القاعدة.
وحتى عندما أعلن جورج بوش عن نيته فى نشر مذكراته الشهر القادم فإن كثيرين لا يعولون عليها كثيرا وربما يهتمون بمذكرات كوندليزا رايس وزيرة خارجيته فى فترته الثانية أو نائبه ديك تشينى، وقد يحدث معه مثلما جرى عندما أصدر تونى بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق مذكراته، فقد طلب النقاد نقلها من قسم المذكرات إلى قسم الجريمة، فى إشارة لجرائم الحرب والدمار التى شنها بلير مع بوش.
وحتى لو كان الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو يثق فى صواب رؤيته وحروبه، فهو لا يمتلك أى قدرة على إلقاء المحاضرات، ولا تسعفه ذاكرته، أو ثقافته، وربما يمكن توظيفه ليلقى محاضرات ساخرة، لأنه عرف بالتصريحات المثيرة للدهشة والضحك أحيانا، وقد كان بعد إعلان حربه عن الإرهاب يكثر من إلقاء الخطابات، التى كانت تزدحم بالأخطاء وزلات اللسان مثلما أعلن تصريحه الشهير عن الحرب الصليبية الذى أثار العالم الإسلامى ضده واستلزم الكثير من التوضيحات، وكان يقدم عبارات كأنها اكتشافات وهى مجرد تحصيل حاصل ومنها أن "أغلب وارداتنا تأتى من خارج البلاد"، أو "إذا لم ننجح، يحتمل أن نخسر"، وعندما سئل عن أسباب انخفاض التصويت قال "هذا مؤشر على أن القليل من الناس ذهبوا إلى مراكز التصويت".
وكان المخرج الأمريكى مايكل مور فى كتابه "رجال بيض أغبياء" يسخر من النقص الشديد فى المعلومات لدى جورج دبليو بوش الذى لم يكن يعلم مثلا أن هولندا مملكة، وقال عنها مرة إنها جمهورية هولندا، وكان يتصور أن رومانيا تتحدث الأسبانية، وفى حالة إصرار الرئيس الأمريكى على إلقاء المحاضرات فسوف يقدم عرضا كوميديا، ويستحسن أن يبحث عن عمل فى مقاولات الهدم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة