هو الصحفى الكبير شفيق أحمد على، وكان فى النصف الثانى من تسعينيات القرن الماضى يعمل مديرا لتحرير جريدة العربى اليومية ورئيس التحرير هو الأستاذ عبد الله إمام رحمه الله. وكان صديقى وأخى جمال فهمى يعمل مديرا لتحرير العدد الأسبوعى وكنت مسئولا عن الديسك المركزى.
وسبب الاعتذار أننى أخطأت فى حق الأستاذ شفيق وهو رجل دمث الخلق وكاتب كبير، وصحفى رفيع المستوى وبدون أدنى شك من أكفأ الصحفيين أبناء جيله.
الحكاية أن فريق العدد الأسبوعى وقتها استطاع أن يقدم تجربة مهنية شجاعة، فكانت هناك طرق مبتكرة فى الصياغة والعناوين والشكل. وعلى مستوى المضمون كانت هناك جسارة فى اختيار الأخبار والتحقيقات والحوارات وغيرها من فنون العمل الصحفى.
وأثار العدد الأسبوعى جدلا واسعا، ما بين مساند ومؤيد، وما بين رافض، وكان منهم رئيس التحرير. كما أثار غضب بعض من رجال السلطة وعلى رأسهم الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء وقتها بسبب نهج الصحيفة، بالإضافة إلى تحقيق صحفى كان منشورا فى الصفحة الثالثة، وصورته بالزى العسكرى.
وكان من الواضح أن الأمور لن تمر بسلام، وانتهى الأمر بقرار الأستاذ عبد الله إمام رئيس التحرير بإقالة الأستاذ جمال فهمى مدير التحرير وصاحب الفضل الأول فى هذه التجربة الفريدة. فالرجل رحمه الله وادخله فسيح جناته لم يكن معجبا بهذه الطريقة فى العمل، لأنها تختلف تماما مع قناعاته الصحفية، وكان طبيعيا أن أتضامن مع الأستاذ جمال وأقرر عدم العمل مع غيره، فهذه تجربتنا، ومن ناحية أخرى من حقى كصحفى أن أختار السياسة التحريرية التى أعمل فى ظلها، والحقيقة أن هذا كان موقف الكثير من الزملاء.
والخطيئة التى وقعت فيها أننى حاربت بطريقة غير لائقة اختيار الأستاذ شفيق أحمد على، وهو كما قلت رجل وطنى صحفى بارع. واشتركت مع آخرين فى الإساءة الشديدة له. ومع ذلك فلم يعاتبنى الرجل رغم أننا تقابلنا كثيرا فيما بعد، ورغم أننى متأكد أنه مجروح.
ومن وقتها تعلمت الدرس الأهم فى حياتى الصحفية، وهو أنه لا يجوز أن أحول أى خلاف مهنى أو سياسى إلى حملة تشويه، فهو فى النهاية مجرد خلاف، وليس من حقى أبدا احتكار الوطنية، ولا احتكار الحقيقة.
فهل يقبل الأستاذ الكبير شفيق أحمد على اعتذارى؟
أتمنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة