سأقف حائرة بين انتماءاتى الفكرية وانتماءاتى الأسرية، سأتردد كثيراً قبل أن أمنح صوتى لأبى إذا أصبح "رمز الجمل" كما يطمح، سينقسم قلمى على قبل أن يضع علامة الموافقة أمام مرشح الحزب الوطنى، وهو يعلم أنى لست من مؤيديه، وماذا أفعل إذا كان أبى منحنى كل ما أملك ولا أملك؟، هل أمنحه صوتى مدفوعة بدمه الذى يجرى فى وملامحى التى تشبهه تماما، أم أمنح صوتى لشخص آخر قرر ألا يأخذ رمز "الجمل" أو قرر الرمز ألا يأخذه.
هل أقف على باب لجان الانتخابات فى يومها الموعود أهتف له وأدعو الناس لانتخابه، أم أتنصل من أبوته وأترك لقلبى العنان فى اختيار من يراه مناسباً، أعلم أن الاختيار بين الأمرين صعب، فكلاهما يضغط على أعصابى ويهزم قناعاتى التى اجتهدت طيلة 21 عاما (هى كل عمرى) فى بنائها.
أعلم تماما أن انحيازى لدمى ولوجهى ولأبى أمر حتمى لا جدال فيه، خاصة لو تلازم ذلك مع عادات وتقاليد صعيدية لا ترحم، بل وتعتبر الخروج عليها خروجاً على الحياة بأثرها، وفى تلك الحالة أنت إما ماجن أو مجنون وكلاهما شر.
أحتار كثيراً فى دعائى، هل أدعو الله أن يحقق حلم أبى فى حصد رمز "الجمل"، ومن ثم حصد مقعد طالما حلم به وشاركناه، أم أدعو عليه لأجنب نفسى حيرة يوم الوقوف أمام الصندوق، صندوق الاقتراع.
سأترك كل شىء الآن، سأدع الله بحكمته وعدله يفعل ما يريد، سأدعوه سراً ألا يكسر "نفس" أبى لأنى أحبه كثيرا وأدعوه جهراً ألا يدفعنى لاختيار رمز الجمل، بل وربما الهتاف له أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة