كانت الخلاصة فى مؤتمر "قوانين وسياسات الإعلام والإنترنت فى العالم العربى" الذى عقده مركز حماية الصحفى الشهر الماضى، أن الحكومات العربية خائفة من الإنترنت، بل يمكننا القول إنها مرعوبة منه، فلأول مرة تواجه وسيطاً يمكن من خلاله لكل المواطنين أن يقولوا ما يشاءون دون أى رقابة من أى نوع، ومهما فعلت هذه الحكومات، سواء عن طريق التقنيات العلمية التكنولوجية، فلن توقف هذا المد، فكل يوم هناك مائة وسيلة جديدة يمكن من خلالها للمواطنين التصدى للحجب. ولن تستطيع الحكومات أيضًا عبر طرقها التقليدية من حجب ومنع وسجن، أن تستطيع وقف الحرية اللانهائية للإنترنت.
إذن ماذا سيفعلون؟
كان هذا ما سرده صحفيون ومحامون من مختلف البلاد العربية، حكاوى بوليسية وقوانين جائرة تحاول الإمساك بما لا يمكن الإمساك به، وكان هذا ما قاله الزميل العزيز نضال منصور، رئيس مركز حماية الصحفيين، وهذا لا يعنى عدم التصدى لمحاولات الحكومات حجب الحريات اللانهائية، التى تتاح لأول مرة فى تاريخ الإنسانية.
هذا لا يعنى على الإطلاق موافقة الذين شاركوا فى هذا المؤتمر الهام على عدم تنظيم هذا الوسيط، وتنظيم باقى الوسائط، تليفزيون وإذاعة وإنترنت وصحافة مطبوعة، ولكن التنظيم الذى يفتح آفاقا أوسع للحرية، ومع الحفاظ على حريات الآخرين، وعدم السماح بانتهاك الخصوصية والاعتداء بأى شكل من الأشكال على حرية أى مواطن.
لكن المشكلة أن الحكومات العربية وكل القوى السياسية والدينية المعادية للحريات، لا تعرف التنظيم، وإذا عرفته، فهى لا تريده، فهى تريد المنع، لكن المشكلة الأصعب والتى تكاد تثير جنونهم .. أن هذا المنع مستحيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة