علا الشافعى

قصيدة سينمائية شاعرية

الأربعاء، 27 أكتوبر 2010 07:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اختتمت فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان أبوظبى السينمائى الجمعة الماضية وذهبت جائزة اللؤلؤة السوداء إلى الفيلم الروسى «أرواح صامتة» للمخرج إليكسى فيدروتشنكو وهو الفيلم الذى سبق عرضه فى مسابقة آفاق بمهرجان فينسيا السينمائى بدورته الماضية وحصل الفيلم على جائزة النقاد وأحسن تصوير من المهرجان.

والفيلم بحق يعد من أجمل الأفلام التى عرضت فى المسابقة الرسمية بمهرجان أبوظبى أيضا، حيث يتناول معانى فلسفية حول الحياة والموت والحب قدمها المخرج وكاتب السيناريو والمصور فى صورة شديدة الشاعرية والرقة والعمق فى آن واحد، ويبدأ الفيلم مع قصة شديدة الرومانسية والقتامة ومن خلال حوار مكثف وشاعرى، وتبدأ الأحداث مع ابن الشاعر الذى توفى من شدة الحزن بعد وفاة زوجته ويمنع نفسه من الانتحار لأن المريان «ناس يعيشون فى مدينة صغيرة بروسيا ويملكون طقوسا خاصة فهم لا يؤمنون بالموت قبل الأوان».

وتضطر الظروف هذا الابن إلى مرافقة رب عمله فى رحلة لحرق جثة زوجته التى توفيت، وإذا كان الفيلم شاعريا فى حواره ويؤكد أن الحب لا يموت حتى بعد الفناء فإن الشاعرية تلك انعكست أيضا على الصورة البصرية فى الفيلم والتى جاءت فى أحيان كثيرة أقرب إلى لوحات تشكيلية، المشهد الذى التقى فيه الزوج فتاة ليل بعد حرق زوجته ولم يستطع الاقتراب منها وأعطى ظهره لها وبينهما جسر طويل تمرق من عليه السيارات، وغيره من المشاهد المبنية على التفاصيل من خلال الرحلة التى تجمع البطل برب عمله، بدءا من الذهاب إلى منزله وجعله يساعده فى غسل زوجته، وصولا إلى الرحلة التى جمعت الاثنين فى السيارة، حيث يصر البطل على اصطحاب عصفوريه معه طوال الرحلة، فى طريقهما للمكان الذى سيتم فيه حرق الجثة.

ويركز الفيلم من خلال اللقطات الطويلة والمونتاج الشديد النعومة والموسيقى التى تهمس إلى الروح طوال الأحداث، على أن الفناء ليس إلا عبورا مؤقتا وكل شىء قابل للزوال ماعدا الحب الذى لا يفنى حتى بالموت.

ورغم تميز العديد من الأفلام بالدورة الرابعة لمهرجان أبوظبى، والذى اجتهد القائمون عليه فى اختيارها إلا أن فوز البعض لايعنى بالضرورة عدم أهمية باقى الأفلام.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة