سعيد الشحات

اللواء صلاح الدين خيرى يرد على النحلاوى

الجمعة، 08 أكتوبر 2010 11:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلقيت رسالة مطولة من اللواء أركان حرب متقاعد دكتور صلاح الدين خيرى، يرد فيها على برنامج "شاهد على العصر" الذى يقدمه أحمد منصور على قناة "الجزيرة"، والذى استضاف فيه عبد الكريم النحلاوى الضابط السورى الذى قاد عملية انفصال الوحدة بين مصر وسوريا عام 1961، وميزة شهادة اللواء صلاح الدين خيرى أنه وكما يؤكد كان شاهد عيان حيث كان ضابطاً بالصاعقة المصرية، واشترك ضمن القوة التى ذهبت إلى المنطقة العسكرية الشمالية بسوريا (الإقليم الشمالى للوحدة)، وقال اللواء صلاح الدين خيرى فى رسالته إنه يذكر الحقائق كاملة دون تهويل أو تهوين حتى تكون شهادة للتاريخ الصحيح لتوثيقه دون تزييف للأجيال الحالية والمستقبلة، مؤكداً أن المقدم عبد الكريم النحلاوى كان يعمل فى مكتب المشير عبد الحكيم عامر حتى قيامه بالانقلاب، وأن سرده للأحداث لم يكن صحيحا، وأنه كان يهاجم الرئيس جمال عبد الناصر ويحمله أقوالا وأفعالا لم يقم بها، وذكرنا اللواء صلاح الدين خيرى أن الانفصال مر عليه 49 عاما يوم 28 سبتمبر الماضى حيث تم فى مثل هذا اليوم عام 1961.

وحول ما ذكره النحلاوى بأن الرئيس جمال عبد الناصر أعد قوة مسلحة مصرية لغزو سوريا وقتال الجيش والشعب السورى، رد اللواء صلاح، أن كلام النحلاوى يفتقد إلى الدقة، ويقول إنه بالفعل تم إعداد قوة وكانت متواجدة فى مطار متقدم بمصر، ولكن لتنفيذ مهمة عربية نبيلة، وهى منع القوات المسلحة العراقية والمحتشدة على الحدود العراقية الكويتية بهدف غزو الكويت واحتلالها وضمها للعراق كمدينة من مدن محافظة البصرة، كما أعلن ذلك حاكم العراق وقتئذ عبد الكريم قاسم، وبناء على طلب من أمير الكويت للرئيس جمال عبد الناصر ومناشدته التدخل للدفاع عن أراضى الكويت وحماية شعبها، وطلب الرئيس جمال عبد الناصر من عبد الكريم قاسم أن يسحب القوات العراقية من على الحدود الكويتية، حفاظا على وحدة الأمة العربية، ومنع التدخل الأجنبى بين الأشقاء العرب، وكذلك أعلن أنه لا يجوز أن يشهر العربى سلاحه ضد شقيقه العربى، وبالفعل سحب قاسم قواته، وهذا الموقف يحسب له ويحسب لعبد الناصر.

ويفند اللواء دكتور صلاح الدين خيرى ما قاله النحلاوى بأن هناك قوة مصرية عسكرية تم إرسالها بالفعل لغزو سوريا أو قتال الأشقاء فيها، قائلا إن اللواء محمد منصور (قائد المنطقة الشمالية باللاذقية) والعميد بحرى كاظم زيتونة (قائد القوات البحرية باللاذقية) قاما بالاتصال بالرئيس جمال عبد الناصر وطلبا منه وألحا على ضرورة حضور الرئيس شخصيا للاذقية لإنهاء الانفصال، وطلبا إرسال قوات مسلحة مصرية جوا وبحرا للتعاون مع قوات المنطقة الشمالية باللاذقية لإنشاء رأس شاطئ يحقق الحماية والسلامة وتأمين وصول رئيس الجمهورية العربية المتحدة، وإلقائه الخطب الشعبية لإعادة الوحدة، ويستخلص اللواء صلاح من ذلك أن القوة المصرية لم يرسلها جمال عبد الناصر إلا بناء على دعوة وطلب من قيادات وحدوية سورية لها هدف نبيل وهو عودة الوحدة، ويقول إنه إذا كان هذا هو الهدف فإن الوسيلة لم تكن بفرض القوة، بل بإلقاء خطب سياسية، وقامت هذه العملية على نحو نقل قوة صاعقة ومظلات جوا من مطار ألماظة إلى مطار اللاذقية، وتتصل هناك بلواء مشاه سورى، وتقوم القوتان بإنشاء رأس شاطئ بمنطقة ميناء اللاذقية تحت قيادة اللواء محمد منصور بهدف تأمين وصول الرئيس جمال عبد الناصر، وكان الرائد جلال هريدى قائد المأمورية وليس عبد المحسن أبو النور كما قال النحلاوى والرائد عبد القوى محجوب قائد ثانى.

ويقول اللواء صلاح الدين خيرى إنه كان من ضمن المجموعة التى سافرت فى هذه المهمة، والتى سافر جزء منها يوم 30 سبتمبر 1961، ولم يسافر الجزء الباقى، والسبب هو إلغاء المهمة بالكامل، بعد أن سافر عبد المحسن أبو النور على طائرة خاصة للاتصال بقائد منطقة اللاذقية الشمالية اللواء محمد منصور لـتأمين وصول الرئيس جمال عبد الناصر، لكن أبو النور عاد إلى مصر بعد تأكده أن قوات الانقلاب سيطرت على كل المناطق العسكرية بسوريا، وأنه من المتعذر تنفيذ عملية وصول الرئيس، وعلى إثر ذلك أمر الرئيس عبد الناصر بإلغاء العملية كلها وعودة القوات المصرية إلى مصر.

ويشرح اللواء صلاح الدين خيرى تفاصيل أخرى حتى تم نقل القوات المصرية إلى دمشق للعودة إلى مصر جوا، ويقول إنه فى مدينة حمص وقفت السيارات بنا أمام ثكنة خالد بن الوليد بميدان متسع يحيط به الدبابات والمدافع، وكادت تحدث مشكلة ينجم عنها اشتباك بين القوات الموالية للانقلاب والقوات المصرية، ويضيف اللواء صلاح الدين خيرى أن الرائد جلال هريدى ورفاقه النقيب أحمد عبد الله والنقيب عادل البطاوى قاموا بتهدئة الموقف، وإبلاغ القوات المصرية أن الرئيس جمال عبد الناصر طلب ضبط النفس وعدم رفع سلاح عربى ضد سلاح عربى، وأن هناك مجموعة وفاق تتكون من العميد حسن البدرى من القيادة المصرية والدكتور سيد نوفل من الجامعة العربية للاتفاق مع القيادة السورية لتسوية الأمور المتعلقة بالانفصال، ويقول صلاح الدين خيرى إن القوات المصرية بعد ذلك تواجدت فى ضيافة قائد ثكنة خالد بن الوليد بحمص، وانتقلت إلى مدرسة ضابط الصف بحمص، ثم التحرك إلى قلعة تدمر، ثم التحرك إلى المزة بدمشق فى نوفمبر ثم استضافتنا بمعتقل المزة، فالانتقال إلى أرض المعارض، والعودة إلى مصر فى 22 نوفمبر عام 1961.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة