أتمنى عودة قناة التليفزيون العربى والتى ظهرت لمدة 20 يوما فقط قبل شهر رمضان الماضى، وأسبابى كثيرة، أولها أنها تقدم مادة للمشاهدين من المستحيل أن يجدوها فى قناة أخرى، وأظن أن هذه المواد الإخبارية القديمة والبرامجية جذابة جدا للناس، فهى تستجيب لسحر التاريخ الذى يعشعش فينا.
وهذا الشغف بالتاريخ، ليس كما كتب البعض لأنه "زمن الفن الجميل أو الريادة الإعلامية لمصر فى المنطقة العربية"، ولكن لأنه تاريخ أيا كان ما حدث فيه. فالإنسان بطبيعته يحب القصص التاريخية، فما بالك لو كانت متوفرة بالصوت والصورة.
وليس السبب فى جاذبية المواد التى بثتها القناة أنها أفضل ما يقدم الآن، فهذا غير صحيح، ففى ذلك الزمان منذ تأسيس التليفزيون فى أوائل الستينات لم يكن موجودا حجم الحريات التى نعيشها الآن، والصحافة الإعلام لا يمكن أن يزدهرا دون حرية، فالإعلام وقتها كان أكثر حكومية من الآن بكثير، وكانت استراتيجيته هى حشو أدمغة المواطنين بالرسالة التى يريدها النظام الحاكم دون أى هامس ديمقراطى.
هذا لا يعنى أن كل القديم سيئ، ولكنه مثل أى شىء فى الدنيا، فيه الإيجابيات والسلبيات، ولابد أن نستفيد منهما كى نتطور للأمام. لكن إذا وقعنا فى عبادة ما يسمونه "زمن الفن الجميل والإعلام الجميل.. إلخ"، فهذه مصيبة لأننا بذلك سنكون سلفيين، ولأنه من المستحيل إعادة الماضى، يصبح من المستحيل أيضا أن نعيش الحاضر.
السبب الثانى لحماسى للقناة، أن تكلفتها ستكون زهيدة، لأن اتحاد الإذاعة والتليفزيون يملك هذه المواد بالفعل، ولا يملكها غيره، ومن ثم ستحقق أرباحا أظنها ستكون كبيرة، وأتمنى أن يعتنى رئيسها عمر زهران بالمواد التى يتم اختيارها، ويتم عرضها بطريقة تسهل على المتفرجين المتابعة، كما أتمنى عليه ومعه أسامة الشيخ رئيس الاتحاد بإلغاء هذه العبارات المغرورة "كبارا بدأنا.. وكبارا نستمر"، فهذه "نفخة كذابة" تطفش الناس.
الخلاصة هى أن قناة التليفزيون العربى ستقدم ما لا يمكن أن تقدمه الفضائيات الخاصة، مصرية وعربية، وهذا يجب أن يكون دور الإعلام الحكومى، أن يقدم ما لا يقدمه غيره، وليس اللهاث بمنافسة غيره بقنوات كوميديا وأفلام وغيرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة