"يا نبوى الحاجة غليت والطماطم بقت بـ25 قرش للكيلو شوفوا حل للحكاية دى".. عبارة ترددت فى ذهنى فور قراءتى لكل ما كتب عن أزمة غلو الأسعار مؤخراً، الذى تناول سلعة تحتاجها كل ربات المنازل كالطماطم، عبارة رواها لى أحد القيادات الأمنية السابقين، والتى تشير إلى مدى حرص القيادة العليا فى رفع العبء عن المواطنين.
ففى أحد الأيام قابلت اللواء أسامة المازن مساعد مدير أمن القاهرة الأسبق، وبعد حديث مطول تناول ذكرياته أيام كان برتبة رائد وضمن السكرتارية الخاصة لمكتب وزير الداخلية فى ذلك الوقت اللواء النبوى إسماعيل، وكان مديره الخاص وقتها فوزى عبد الحافظ، حيث حدثت واقعة طريفة جداً فى رمضان، رواها لى أنه فى أحد الأيام رن هاتف مكتبه وفوجئ باتصال من الرئيس محمد أنور السادات حولناه إلى الهاتف الخاص باللواء النبوى إسماعيل، وعلمنا فيما بعد أن السادات قال لوزير الداخلية "يا نبوى الحاجة غليت، الطماطم بقت بـ25 قرش للكيلو، ياريت تشوف حل للحكاية دى".. وعلى الفور اتصل مكتب وزير الداخلية وطلب الاتصال بالضابط المسئول عن نقطة سوق روض الفرج وأن الوزير يريد مقابلته بالسوق، واشترط النبوى إسماعيل وقتها عدم إخبار الضابط لمرؤوسيه، خاصة المأمور حتى تكون زيارته للسوق سرية.
ولكن بالطبع الضابط الصغير أخبر المأمور، وبالفعل توجه وزير الداخلية إلى سوق الخضار ومعه قوة مصاحبة وطلب جمع كبار التجار، قائلاً "أنا عايز المعلمين الكبار فى السوق" ومع انتشار الخبر أن وزير الداخلية موجود بسوق الخضار انقلبت الدنيا، خاصة أنه كان معروفاً أنه ابن بلد، وفى جلسته مع التجار، قال النبوى إسماعيل ليه انتوا مغليين الطماطم، ده إحنا فى رمضان ولازم تطلعوا زكاة، وهنا فتح التجار قلوبهم أمام وزير الداخلية وأكدوا أنه سيلاحقهم الضرر من خفض الأسعار، وعرضوا عليه عدداً من مشاكلهم ووعدهم الوزير بسرعة حلها، ليهتفوا قائلين "إنه لو على رقابهم الطماطم هتبقى بشلن للكيلو".
وفعلاً فى اليوم الثانى اتصل الوزير برئيس الجمهورية وأخبره أن أزمة غلو الطماطم تم حلها، وأعطى النبوى تعليماته لكل مسئولى مكتبه أن أى واحد من سوق الخضار يدخله فوراً، وهو ما كان يحدث بالفعل.
هذه قصة استعدتها من ذكرياتى مع كل ما يتردد مؤخراً عن أزمة غلو الطماطم التى نتمنى أن نرى حلولاً لها بعدما وصل سعر الكيلو لـ10 جنيهات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة