فى عام 1981عندما شعر الأمريكيون بأن التعليم ليس على مايرام جمعوا 18 خبيرًا من الحكومة والقطاع الخاص درسوا وحللوا أوضاع التعليم وتوصلوا إلى أن هناك تأخرًا فى مستوى التعليم عن الدول المتقدمة وأصدروا توصيات بدا تنفيذها ووضع نظم للجودة فى كل مراحل التعليم، وعلى رأسها الجامعات التى كانت وقتها فى مكانة متقدمة.
شعر الأمريكيون بأنهم فى خطر لأن التعليم فى خطر، فهل يشعر مسئولو التعليم عندنا أن الجامعات فى خطر والتعليم فى خطر وما هى وسائل الدفاع ضد هذا الخطر.
مسئولو التعليم مشغولون بالدفاع ضد الطلاب والأساتذة ويهينون الباحثين ويرفضون رفع رواتبهم، والنقاش كله على مستوى الأمن ويبدو أن الخطر الذى ينشغل به وزير التعليم العالى هو خطر فى مخيلته ولهذا يختار العمداء ورؤساء الجامعات الأكثر وولاءً وأمنًا وليس الأكثر قدرة على البحث العلمى. ومن يشك فعليه مراجعة الإنتاج العلمى لأى قيادى جامعى، أوحتى لوزير التعليم العالى، الذى يضع الدال قبل اسمه.
ولهذا اعتبر وزير التعليم العالى هانى هلال الخطر هو من أساتذة 9 مارس الذى يدعون للاستقلال، ولاينشغل الدكتور هانى بالمعامل المتردية وغياب البحث وتدهور أحوال الأساتذة، ويركز أكثر فى توفير قوات أمنية تراقب تنفيذ الضبط والربط، بل إن الوزير لا يشعر بالصدمة، من دخول سلاسل ومطاوى فى أيدى الطلاب، ويضطر لاختراع قصص واتهامات تشوه أساتذة الاستقلال.
الدكتور هانى ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات لايخيفهم تردى أحوال الأساتذة ولا توريث المناصب الجامعية، الذى يأتى بالأغبياء فى صدارة البحث العلمى، ولا يؤلمهم إهانة زملائهم الداعين للاستقلال العلمى والأكاديمى، لكنهم يحشدون قوتهم للتحريض على زملائهم والكيد لهم، ولو كان أمثال العلماء والباحثين فى 9 مارس فى أمريكا لطلبهم الكونجرس ليسألهم لماذا نحن أمة فى خطر وكيف نخرج من كل هذا التردى؟!
جامعاتنا خارج التصنيفات العالمية، ونسبة أبحاثنا المنشورة فى الدوريات العلمية نادرة، ولوكان هذا قدرنا لارتضينا، لكن التعليم فى مصركان متقدمًا وكانت الجامعات المصرية تشغل حتى السبعينيات مكانًا فى قوائم الجامعات المهمة. قبل أن يجلس على رءوس الكليات والجامعات، أساتذة يخافون من خيالاتهم وآخر مايشغلهم هو العلم والبحث، وينشغلون أكثر بإثبات الولاء بالاعتداء على زملاء لهم كل مافعلوه أنهم يدافعون عن الجامعة والاستقلال وقداسة العلم.
ويقف على رأس وزارة التعليم العالى وزير امني، يطارد الأساتذة ويصمت على إهانتهم. ولا يتوقف عن استعراض قوته فى الإعلام وتصريحاته أكثر من تصريحات وزير التموين. وأبرز كلماته فى مواجهة أستاذة جامعية أنه قال لها" قشرى بصل". لهذا فهور لن يشعر بالخطر من تردى أحوال الجامعات والبحث العلمى، لأنه وزير أمنى من الطراز الأول.