عزيزى علاء مبارك، هذا الصباح توقفت أمام الإعلان عن مؤسسة محمد علاء مبارك الخيرية، وفيه تنويه عن مسابقة لحفظ القرآن الكريم، تذكرت على الفور ملامح طفل كان يجمع من البراءة والنضج مايكفى لقصة حب تدوم العمر كله.
ذهب كما الملائكة إلى عالم أكثر اتساعا وعدلا ونورا، بين يدى الرحمن تطمئن القلوب، يرفع يديه كما عصفور صغير فى نهار دافئ يسبح الله ويدعوه ويدعو لأحبائه بالمغفرة والسعادة، ولأبيه وأمه بسكينة الله وصبره ورحمته التى تسع كل شىء.
هذه المؤسسة التى تحمل اسم محمد هى أعظم صدقة على روحه النقية، فقد اخترت أن تكون صدقتك فى العلم، وليس أجمل ولا أجل من حفظ القرآن الكريم علما، وأرجو أن تضيف لها فضيلة تفسير القرآن لمن استطاع إليه سبيلا، ومسابقات فى اللغة العربية بحروفها ونحوها وقواعدها المهددة بالانقراض.
وأن تتاح المساحة التى تجعل لمن يرغب فى المساعدة الأدبية يتقدم، وهذا عمل تطوعى نبيل، يجعل من المؤسسة أكبر من مجرد مسرح للمسابقات.. إنما قاعة للعلم، وهناك المئات على ما أعتقد يرغبون فى الانضمام لمؤسسة لها هذه الأهداف النبيلة، ليس لأنك ابن الرئيس.. إنما لأنك علاء مبارك بكل نبل أخلاقه وبساطته، ولا أظن أن شعبا اجتمع مؤخرا على حزن، مثلما اجتمع على مشاركتك حزنك العميق.
وأرجو أن تستمر هذه المؤسسة قائمة وقوية وفاعلة فى الخير مهما اختلفت الظروف أو انطوت أسماء، تظل محلقة بحلمها وقانونها الخاص، موحية بالعلم مشجعة على الدراسة والمذاكرة والثقافة والتحضر، وأخيرا أن تسمح لكل من له ظرف يشبه رحيل محمد المبكر، أن ينضم لهذه المؤسسة بقلبه، وأن يسمح لكل أب وكل أم بزراعة شجرة باسم طفلهما فى حديقة هذه المؤسسة، تكبر مع الأيام، وأن يكتب اسم كل طفل على مقعد علم فى قاعة تحفيظ القرآن أو تفسيره، ربما يكون هذا دواء يشفى بعضا من حزن كبير مع الأيام.
شجرة تكبر.. وعقل يتفتح.
وتقبّل دعواتى لك وحرمك.. صبرا وأملا فى مشيئة الله وهى أعظم من كل مصيبة أو اختبار. لك كل الاحترام.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة