يرى كثيرون أن اكتساح الجمهوريين انتخابات مجلس النواب والشيوخ فى أمريكا، سيعيد أجواء الضغط على النظام المصرى فى مجال الحريات وحقوق الإنسان، والذى«همد» بعد وصول الديمقراطى أوباما إلى البيت الأبيض، والذى قرر مؤخرا فتح ملف الانتخابات المصرية المقبلة، بالإضافة إلى انتكاسة متوقعة (كأن هناك تقدما حدث) فى القضية الفلسطينية، رغم معرفتنا أن القضايا الخارجية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ليست من المشاكل التى تهم الشعب الأمريكى أو تدعوه إلى تغيير تصويته، ولكنها- على حد تعبير سلامة أحمد سلامة فى «الشروق»- تظل فى كل الأحوال نذيرا بمزيد من الشلل والتراجع فى الشرق الأوسط، ومزيدا من الإذعان للنفوذ الصهيونى وأنصار إسرائيل فى الكونجرس، رفضت مصر المراقبة الدولية على الانتخابات، وعندها حق، حتى لو اتهمك الممولون من المنظمات الدولية بأنك متواطئ مع نظام «مسجل تزوير».
الأستاذ خالد محيى الدين متعه الله بالصحة، فى إطلالته الرائعة مع مصباح قطب فى «المصرى اليوم» قال إنه يرفض الرقابة الدولية على الانتخابات، لأن مصر بلد كبير، بغض النظر عمن«يتمحكون» فى هذه المقولة للهروب من أى رقابة، مؤكدا أنه يعز عليه أن تظهر مصر كبلد ناشئ يحتاج إلى مراقبة فى إجراء «استباقى» كتب رجل النظام القوى المحبوب من شعب دائرة المعهد الفنى بشبرا يوسف بطرس غالى مقالا فى الواشنطن بوست (غالبا مدفوع الأجر) يشعرك أنه يتحدث عن نظام «على رأسه بطحة»، ملىء بأرقام وإنجازات قام بها، لا نعرف عنها شيئا، مثل خلق 4 ملايين وظيفة فى السنوات الثلاث الماضية، وارتفاع معدل النمو، واحتلال المرأة 23% من المناصب العليا، رغم اعترافه بأن الكثيرين يعيشون فى فقر، ولا يتلقى التعليم الجيد سوى القليلين، ويسوق الحزب الوطنى للأمريكان باعتباره «الوحيد الذى يملك رؤية» ويقود البلاد إلى الليبرالية الاقتصادية، والتسامح الدينى، والتطور الاجتماعى، والتعليم الجيد، لأن التعددية الحزبية- على حد قوله- للأسف ذبلت، و«يخوفهم كما يحدث دائما».
لنتخيل للحظة واحدة مصر وهى فى أيدى الملالى الأصوليين، تزعزع استقرار المنطقة مع الأنظمة المارقة، كأنه رجل أمن وليس رجل اقتصاد وسياسة، ولم ينس غالى فى مقاله الاستباقى أن ما تقوم به السلطة فى مصر ضرورى جدا للأمن الأمريكى!! يذكرك كلامه بمقالات رؤساء تحريرالصحف القومية، والتى سبق أن كتبها آخرون فى عهود سابقة فى المناسبات نفسها، ولكنه هذه المرة يؤكد أنه كمسيحى مصرى يعرف مخاطر عدم التسامح الدينى! وكان عليه أن يستعير مانشيت «روزاليوسف» الأربعاء الماضى (الوطنى يستنفر مؤيديه بـ«فيضان خدمات» عاقلة.. ويداعب الأحزاب ويجتذب «المترددين».. حزب الأغلبية يهجم بـ255 برنامجا.. ويحتشد للإخوان.. ويقدم نفسه «البديل الآمن الموثوق فيه»)... لكى تكتمل الصورة.