أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد صلاح العزب

أقل واجب

للأسف الشديد: الحياة.. مسلسلات

الخميس، 11 نوفمبر 2010 07:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمناسبة عيد الحب أقدم إلى مصر دبدوبا أحمر فى علبة مخملية، وكارتا عليه سهم يخترق قلبا، أكتب الحرف الأول من اسمى فى أوله والحرف الأول من اسمها فى آخره، وأكتب لها فيه: «أحبك إلى الأبد»، فأنا من صغرى أحب مصر من طرف واحد، والحب من غير أمل أشرح معانى الكلمات، وذات مرة عرضت على مصر أن أتمشى معها قليلا على الكورنيش فوافقت وذهبنا، طلبتُ من الجرسون شجرة واتنين ليمون، فأكلتْ هى الشجرة وسكبت الليمون فى النيل وهى تظن أننى لا أراها لأنها ظنت أننى وضعت به مخدرا لأغتصبها، فقدّرت موقفها وقلت من حقها أن تخاف على أثمن ما تملكه بلد، وقررت أن أطلب يدها، فوقفت فى وسط الفيلم وزعقت بأعلى صوتى: يعنى أنا لما أحب أخاطب شعب مصر أكلم مين؟ ولم يكن معى سيف لأرمى الفرمان فى الهواء ثم أشقه به إلى نصفين.

وافقت مصر على الزواج بى، لكن المأذون كان مشغولا بزواج المال بالسلطة، وقالت سكرتيرته إننى يجب علىّ الوقوف فى الطابور، فوقفت فيه عشرين عاما، وحين وصلت إلى الشباك، نظر إلىّ الموظف من فوق لتحت وسألنى: عاوز إيه يا كابتن؟ وقبل أن أرد جاء أمين شرطة من خلفى ودخل أمامى وأشار نحوى وقال للموظف: الأستاذ ده مش واقف فى الطابور، فأقسمت لهما أننى فى الطابور من صغرى، فطلب منى الموظف شهادة مختومة بختم النسر وعليها توقيع اثنين موظفين من بنجلاديش، لا يزيد راتب الواحد منهما على أربعمائة جنيه، فخرجت من الطابور واستأجرت سيارة سوزوكى بميكروفون، وسرت بها فى الشوارع أقول: موظف بنجالى يا ولاد الحلال، فتم القبض علىّ بتهمة التجمهر، رغم أننى كنت بمفردى، لأن سائق السوزوكى ترك السيارة وهرب بمجرد مداهمة الشرطة.

حكموا على بعشر سنوات سجن مع الفوائد والتأمينات وضريبة كسب العمل، فسجنت وأفرجوا عنى بعد 15 سنة لحسن السير والسلوك، فخرجت أبحث عن مصر كما فعل فريد شوقى فى فيلم «ومضى قطار العمر يا ولدى»، فقالوا لى إن مصر تزوجت وطُلقت، ولديها 7 أولاد بمنافعهم، وإنها تبيع مناديل وفوطا صفراء فى الإشارات، فذهبت لأبحث عنها، وكلما وقفت فى إشارة يأخذ منى الضابط مائة جنيه مخالفة عدم ربط الحزام، رغم أننى أسير على قدمى، حتى أشفق علىّ مسؤول كبير حين علم بحكايتى، وقال لى: يا ابنى لو عايز مصر اتفرج عليها فى التليفزيون، ففتحته لأجد فيه قنوات كثيرة، وكان على أيامى لا يذيع إلا ثلاث قنوات فقط، ثم أغلقته مسرعا حين وجدت أن «الحياة» أصبحت مسلسلات، وأقسمت ألا أرجع إلى بيتى إلا ومصر معى، حتى عثرت عليها ذات فجر وهى تنزل من سيارة مسؤول سياسى وهو يلقى لها النقود فى الأرض، وهى تنحنى لتأخذها كما حدث مع سناء جميل فى فيلم «بداية ونهاية». > >









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة