سعيد الشحات

عباس وأوباما والدولة الفلسطينية

الأحد، 14 نوفمبر 2010 12:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كلمته بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات، قال رفيق دربه محمود عباس"أبو مازن" رئيس السلطة الفلسطينية، إن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة فى غضون عام دين فى رقبة الرئيس الأمريكى أوباما، واستند فى ذلك على دعوة أوباما فى خطابه أمام الأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى إلى إقامة دولة فلسطين فى العام المقبل وانضمامها إلى المنظمة الدولية، وقال عباس: "نعتبر هذا تعهدا من الرئيس الأمريكى وليس شعارا".

المثير أن كلام الرئيس الفلسطينى، يأتى متزامنا مع البيان الصادر عن اجتماع نيويورك الذى جمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون ، والذى نص على التزام واشنطن الراسخ بأمن إسرائيل والسلام فى المنطقة ، وأن الحاجات الأمنية للدولة العبرية ، ستؤخذ فى الحسبان بالكامل فى أى اتفاق مستقبلى، وقالت كلينتون ، إنه بالإمكان أن تؤدى المفاوضات إلى دولة فلسطينية مستقلة تعيش بجوار إسرائيل التى ستكون لها حدود آمنة، وأضافت أن أى دولة فلسطينية يجب أن تقام على أساس حدودها فى 1967 مع مقايضات يتفق عليها للأرض.

الفرق بين تصريحات عباس وتصريحات كلينتون، أن الأولى تنطلق من أمنيات فضفاضة، كما أنها لا تعى الظروف التى ستحيط بأوباما فى الفترة المقبلة، وتتمثل فى انشغاله بالانتخابات الرئاسية، وهى الانتخابات التى تعطل الكثير من الملفات الخارجية وفى القلب منها ملف القضية الفلسطينية ، ومع ذلك وبفرض ان أوباما لديه عزما لإقامة الدولة الفلسطينية، أملا فى أن تساعده داخليا فى الانتخابات الرئاسية، فإنها ستكون الدولة التى حددت معالمها هيلارى كلينتون بكلامها عن مقايضات الأرض، وهو ما يفسر التوسع الكبير فى بناء الاستيطان الذى يتم حاليا دون أى موقف رادع من البيت الأبيض الأمريكى، الدولة ستكون علما ونشيدا، لكنها لن تحتوى على القدس التى لن تفرط فيها إسرائيل أبدا فى ظل حالة الضعف العربى، وفى تعبير "مقايضة الأرض" معنى دال وواضح وهو، تنازل إسرائيل عن مساحة من الأرض التى تحتلها فى مقابل التنازل عن القدس وفقا لصيغة ملتوية تحفظ ماء الذين سيوافقون على هذا الحل، كما سيتم هذا مع الالتفاف على قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين وهى العودة التى ترفضها إسرائيل، والسؤال المطروح أمام محمود عباس وسلطته هو، إذا كان هذا هو المطروح من أوباما، هل ستقبله؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة