نحن شعب يكره النصيحة.. أرجوك اعترف بذلك ولا تكابر.. واضح إنك هتكابر، إذن دعنى أقوم أنا بهذه المهمة وأعترف بذلك، ثم أتجاوز هذا الاعتراف وأطلب منك ألا تكره ما ستقرؤه فى السطور القادمة من نصائح، وصدقنى لن أغضب إن اعتبرته هذيان شاب مخبول، أو هلوسة مريض بالحمى.. اعتبرها كما تعتبرها بس الأهم أن تكون على يقين أن هدفى الأول هنا هو ضمان عيد سعيد وطيب لك ولأهلك ولأحبائك بعيدا عن أى أفكار قد تعكر صفو إجازتك وانفرادك باللحمة إن كنت ممن باعدت بينهم وبينها فترة الكيلو أبو90 جنيها.
النصيحة الأولى: لا تفكر فى أى شىء يخص العملية الانتخابية، وكن حذرا جداً من سيل الدعاية غير الشريفة التى سيبتكرها السادة النواب من أجل الحصول على صوتك، ولا تضع نفسك فى أى موقع قد يعرضك لسماع أى وعود انتخابية حتى لا تقلب على نفسك المواجع، ها أنا أحذرك ابتعد عن الشوادر والمؤتمرات الانتخابية حتى لا تتذكر وعود المرشح السابق التى طارت فى الهواء بمجرد أن جلس على الكرسى فتصاب بالسكتة القلبية أو تفقد بهجة العيد. لا تفكر فى العملية الانتخابية حتى لا تصاب بالجنون وأنت تسمع وعود الحكومة والأجهزة الرسمية حول نزاهة الانتخابات، لا تفكر فى العملية الانتخابية حتى لا تموت بحسرتك على عمرك الذى راح وأنت تحاول أن تفهم سر صوتك الذى تضعه فى الصندوق وهو يقول لا لمرشحى الفساد فيخرج وهو يقول نعم.. وبالثلاثة.
النصيحة الثانية: لا تسأل عن الدكتور البرادعى ولا تحاول أن تدخل على تويتر حتى تتجنب لقاءاته ورسائله النضالية الكبرى، وفى نفس الوقت ابتعد قدر الإمكان عن الكومبيوتر وعن الفيس بوك حتى لا تتعثر فى واحدة من الجروبات التى مازالت ترى فى الدكتور قارب النجاة الذى سيأخذ كل المصريين إلى الشط الرملى للجنة وخيراتها.
لا تسأل عن الدكتور البرادعى، ولا تحاول أن تفهم سر اختفاء الرجل، أو إعلانه -دون اعتذار- عن سفره خارج البلاد أثناء سير العملية الانتخابية التى تمثل أهم حدث سياسى يمكن استخدامه لتسليط الضوء على فساد النظام وعيوبه.
لا تسأل عن الدكتور البرادعى حتى لا تصاب بإسهال دماغى بسبب تفرغ الرجل للتصريحات والحوارات مع الصحف الأجنبية دون أن يشغل وقته هذا فى وضع خطة واضحة لمسيرة التغيير فى القاهرة.
النصيحة الثالثة: لا تصدق أبداً.. أقول لك «أبداً».. أى كلام أو وعود للحزب الوطنى.. فى إجازة العيد امنع نفسك من قراءة الصحف القومية ولا تفتح التليفزيون إلا على فضائيات الهلس والمسخرة، حاول بقدر الإمكان ألا تعرض نفسك لأى تصريح طائش من على لسان أحد المسؤولين أو الوزراء أو قيادات الحزب، فأنت فى غنى عن ارتفاع ضغط الدم وألم البواسير والتنكيد على أهلك فى أيام العيد.. وهل هناك شىء بخلاف ضغط الدم والسكتة القلبية يمكن أن يفاجئك وأن تسمع تصريحات عن الحياة الوردية وأزهى عصور الديمقراطية والانتخابات النزيهة، وهى أشياء تعلم أنت جيداً أنها تشكل المستحيل الرابع بعد الغول والعنقاء والخل الوفى.
النصيحة الرابعة: صل رحمك.. لا تترك صديقا أو قريبا أو جارا أو زميل عمل إلا وبادره بالعناق بالسؤال عن حاجته فنحن ياصديقى لم يعد لنا سوى بعضنا البعض، فهيا نظلل على بعض، ونصنع من أنفسنا مجتمعا جديدا يلد أشخاصا قادرين على التكافل والتغيير فى المستقبل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة