وصلتنى رسالة رقيقة من الدكتور أحمد درويش، وزير التنمية الإدارية، تعقيباً على ما تناولته فى مقال العدد السابق «وزير الحكومة الإلكترونية» وقلت بأنه المسؤول الوحيد المقتنع والمتفائل بمستقبل التكنولوجيا فى المعاملات الحكومية رغم الواقع الذى يعانى منه المتعاملون مع الكثير من المصالح الحكومية فى مصر فى تخليص معاملة.
الدكتور درويش رغم ذلك مازال متمسكا بتفاؤله ولديه «من الأسباب ما يكفى وفى مقدمتها شباب مصر وإنجازاته»، وأى دولة راغبة فى التقدم لابد أن تخطط للأمام بنظرة مستقبلية ولا تعتمد على الموقف الحالى. فلدينا الشباب الذى سيعتمد حتماً على الخدمات الالكترونية بعد التخرج والزواج، وهى الفئة التى تمثل شريحة عمرية من 15-25 عاماً وتشكل 18 % من مستخدمى الانترنت حاليا - وهذا من باب التفاؤل أيضا للدكتور درويش .
ويستشهد الوزير بالتقارير العالمية، مثل تقرير الأمم المتحدة الذى يشير إلى تبوؤ مصر المركز 23 من بين 192 دولة فى مؤشر الحكومة الإلكترونية، متقدمة على إيطاليا وتركيا والإمارات وجميع الدول الأفريقية، بالإضافة إلى مجهودات الوزارة فى تقديم خدمات تكنولوجية عديدة مثل شهادات الميلاد للمتقدمين للمدارس وبطاقة الأسرة التى وفرت للاقتصاد المصرى الكثير من الوقت والمال، فبطاقة الأسرة على سبيل المثال وفرت مليار و100 مليون جنيه وأتاحت إضافة 16 مليون مواطن جديد لبطاقات التموين دون أعباء جديدة على الموازنة.
الدكتور درويش لا يصنف نفسه فى فئة الوزراء أصحاب التصريحات «المستفزة» للناس، لذلك فهو يؤكد أن جملة «مصر أول دولة تقدم خدمة إلكترونية» التى وردت فى أحد تصريحاته جاءت مبتورة والصحيح أن «مصر أول دولة تقدم خدمة إلكترونية بطريقة السداد عند الاستلام».
ويتفق وزير التنمية الإدارية جزئياً معى فى الواقع غير المتفائل للحكومة الإلكترونية فى مصر، «فلدينا 695 وحدة إدارية بالدولة ولن يتم العمل فيها كلها مع بعض وبدأنا العمل بالفعل فى الكثير من المحاور لإدارة الموارد». وبشفافية الأكاديمى والباحث وشجاعة المسؤول الواعى يعترف الدكتور درويش بما ذكرته عن توقف خدمات إدارات ونيابات المرور على بوابة الحكومة الإلكترونية، ووعد بأن تعود أقوى مما كانت عليه خلال 3 شهور من الآن وبانتشار أكبر.
العتاب الوحيد فى الرسالة هو رجاء الدكتور درويش بالمقارنة بين دول وليس بمدن مثل دبى، ولكنى أقول له بأنه ليس عيبا أن نستفيد من تجربة مدينة عربية استطاعت فى سنوات قليلة أن تكون نموذجا متحققا فى مجالات عدة، وخاصة فى مجال الحكومة الإلكترونية والتسويق السياحى وتنظيم الفعاليات العالمية، وتقدم مساعداتها لكل العرب.
بصراحة رأيت مصر الأخرى المتفائلة بالمستقبل فى رسالة الدكتور أحمد درويش المتفائل دوما، لكن الأهم من هذا التفاؤل أن يشعر الناس بالتكنولوجيا الحكومية فى حياتهم اليومية وتخفف عنهم عذابات تصريحات وزراء «بنجلاديش» إياهم.
عموما أرجو أن يبقى الدكتور درويش قابضاً على تفاؤله وأنا معه حتى حين..! > >
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة