العيال اللى قاعدين ع الفيس بوك يتريقوا على كلمة إنجازات مبارك وحملة الحزب الوطنى وعد فأوفى.. والشباب الكول اللى مغرق نفسه حركات إشى 6 إبريل إشى 9 مارس وكلهم خلاص مش عاوزين الرئيس مبارك، واضح إن كلهم مواليد التسعينيات بعد افتتاح دريم بارك وتشغيل شبكة المحمول..أحب أقولهم عيشوا عيشه أهاليكم شوية.. واسمحولى معلش أزعجكم شوية وأفكركم أهاليكم كانوا عايشين إزاى قبل مبارك.
شارعنا كان فيه 3 عربيات فقط لا غير ومنهم سيارة والدى الرهيبة الـ 128 وكنت كل يوم أنزل بالمفتاح للعيال فى الشارع ينقلوها علشان يلعبوا كورة (ملحوظة كنا نسكن شارعا رئيسيا يمر فيه اليوم مترو الأنفاق).
عمارتنا كان فيها تليفونين واحد فى الدور التانى وواحد عندنا فى الخامس وكانت العمارات الثلاث تتناوب عليهما لدرجة فكرنا يوما أن نضع عدة على السلم برة.
أصحابى فى الصيف كانوا ينزلوا كل يوم 9 صباحا يتنقلوا من طابور لطابور على بقالين المنطقة لحد كل واحد ما يرجع لأبوه بعلبتين سجاير سوبر (ملحوظة الحمد لله أبى لم يكن مدخنا) أجدع بقال كان عنده 3 أصناف، جبنة بيضة وجبنة رومى وحلاوة... الجبنة النستو جت بعد 81.
وكانت العائلة كلها بتستحمى بصابونة واحدة هى هى، بس كل كام شهر يغيروا اسمها، وكان عند البقال مفيش أنواع، هو يا صابون وش يا صابون مواعين يا رابسو للغسيل.
وكنت سيادتك لما تيجى تتجوز تحجز ثلاجة وتحجز بوتاجاز وتحجز قطن علشان المراتب ويا عالم تستلمهم قبل الجواز ولا بعد ما تخلف.... ويقال إن والدى استلم البوتاجاز يوم ولادة أخويا الأصغر والأنبوبة بعدها بـ6 شهور.
مصر كلها كانت بتتمرجح وتركب عربيات التصادم فى ملاهى «أدهم»، لأن السندباد فتحت 85 وطبعا دريم بارك فتحت 98 مصر كلها كانت بتصيف فى مكانين لا ثالث لهما.. شارع خالد ابن الوليد وجمصة.... مين ينسى حفلات عمر فتحى فى جمصة.
المشروب الرسمى للشعب المصرى كان عصير القصب واسباتس ده كان للضيوف وكل اللى بتربقعوا فيه دلوقت ده جه بعد 81.
التليفزيون كان بيفتح الساعة 5 ويقفل الساعة 12 ويسهر شوية يوم الخميس والقنوات كانوا اتنين القناة الخامسة والقناة التاسعة، بعد كده سموهم الأولى والتانية... وكان برنامج الأطفال الوحيد يوم الجمعة صباحا.
التليفزيون القديم كان شغال بالمكثف فكنت تفتحه وتستنى ربع ساعة على ما يولع ولما جه التليفزيون الترانزيستور اللى تفتحه يشتغل على طول كنا حنتجنن.
وكان كل شارع فيه مخبأ علشان الغارات فى الحرب وكل عمارة كانت بانية سد طوب كده قدام الباب قال يعنى القذيفة لو جت مش حتدخل العمارة وكان لون الزجاج (معظمه) مازال أزرق من آثار حرب أكتوبر، وكانت الكهرباء مقطوعة معظم فترات النهار والمياه كذلك وحرارة التليفون من المعجزات.
وأخيرا كانت مصر لم تحقق أى بطولة رياضية إفريقية ورصيد ميدالية واحدة أوليمبية من قبل الثورة.... وكل ما حققته مصر من بطولات فى كره القدم والاسكواش والمصارعة ووووو جاء بعد 1986.
أصدقائى مواليد التسعينيات أتمنى أن أكون قد قدمت لكم فكرة مبسطة عن الحياة فى بر مصر قبل افتتاح دريم بارك.