قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الدعاء مخ العبادة» وقال فى حديث شريف آخر: «الدعاء هو العبادة».
الدعاء هو مناجاة العبد لربه يفتح العبد قلبه وتتفجر عاطفته ويسجد روحا وقلبا وبدنا معترفا بحبه ورضوخه لله طالبا الرحمة والقرب وتبكى عيناه بالفرحة بالقرب، ولأنه يناجى ربه الذى يسمعه ويمده بالنور وكما قال الإمام على: من وفق للدعاء فهذا دليل على إجابة الدعاء.
الدعاء فى طياته اعتراف بالله العظيم الجليل وبقدرته اللانهائية على العطاء فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الدعاء ينفع فيما نزل وفيما لم ينزل وطلب من المؤمنين أن يداوموا على الدعاء ففيه الفرج وفيه القرب وبه تتحقق السعادة فى الفؤاد وتنتشر فى الكيان كله وتنحل العُقد.
لقد قال الله سبحانه وتعالى: «إذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون» فالدعاء دليل على الرشاد وهو أيضا يرقق القلب فالذى يتوجه بما فى قلبه إلى ربه ترق مشاعره ويكون أكثر تجاوبا مع غيره من البشر ومن المؤمنين وتنتفى عنه الغلظة والقسوة. ومن بين شروط استجابة الدعاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب من قلب غافل ولاه»، وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء فى الرخاء» وهذا من حسن الأدب ومن العبودية الحقة أن تدعو الله فى السراء حتى لا يكون صوتك غريبا فى السماء عند حدوث الضراء.
إن العبد المخلص التقى النقى يدعو الله فى كل حال وفى كل مكان ومنفردا وبين الناس إنه يحب أن يناجى محبوبه ويتلذذ بالمنجاة. إن الله يحب عباده ويحب أن يسألوه ويحب أن يستجيب لهم ويعطيهم من فضله ومن كرمه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله حيى كريم يستحى إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين» فلنرفع أيدينا بالدعاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة