حدث أن انكسرت الماسورة الرئيسية للمياه فى محافظة الجيزة، ثالث أيام عيد الأضحى، وانقطعت المياه فوراً عن حوالى 3 ملايين مواطن، لتتحول محافظة الجيزة بأكملها إلى صحراء لمدة 30 ساعة.
المنطق يقول إن أزمة كبيرة مثل حدوث كسر فى ماسورة المياه الرئيسية بالمحافظة لابد أن يترتب عليه تحرك سريع من الإدارات المحلية وتفعيل خطط الطوارئ عبر تشغيل الخزانات لإيصال المياه بالتبادل مثلا إلى أحياء المحافظة، مع الأخذ فى الاعتبار تنبيه المواطنين إلى هذا العطل والمدى الزمنى المتوقع لإصلاحه، حتى يدبروا احتياجاتهم من المياه.
ما حدث، للأسف الشديد، كان عكس ذلك تماما، موظفو المحافظة لم يعرفوا بانكسار الماسورة الأم المغذية لكل أحياء المحافظة إلا بعد ساعات من حدوث العطل، عندما تصاعدت شكاوى المواطنين على الخطوط الساخنة والباردة، لدرجة أن عمال مستشفى الشرطة بحى العجوزة كانوا يتدبرون احتياجاتها من المياه بالجراكن، وعندما أفاق السادة الموظفون بالمحافظة لم يكن لدى أى منهم إجابة يقدمونها للمواطنين فى المنازل، أو المستشفيات، سوى ربنا يسهل، خلال ساعتين، أربع ساعات، إحنا شغالين، قريب خالص المياه هترجع!.
استمر الموقف على ما هو عليه 30 ساعة بأكملها، وانتقلت جميع أحياء المحافظة فجأة إلى منطقة الربع الخالى، لأن الموظفين والمسئولين معيدون، ولأنهم لا يعرفون مسمى "خطط الطوارئ"، وليس لديهم كونترول على شبكات الخدمات الرئيسية، ولا قدرة على تحديد الأعطال والسيطرة عليها لتلافى تفاقم الأضرار، مجرد موظفين عشوائيين يعتمدون طريقة إدارة عشوائية للخدمات الأساسية لأقرب المحافظات من العاصمة، طريقة إدارة لا تصلح مع عزبة أو نجع مغمور.
إذا كان هذا هو الوضع بالنسبة لإدارة الخدمات الرئيسية لمحافظة مثل الجيزة، فماذا عن الوادى الجديد أو البحر الأحمر أو قنا؟
موضوع انقطاع المياه بشكل متواصل لمدة 30 ساعة عن الجيزة بأكملها ينبغى أن يكون على رأس جدول أعمال مجلس المحافظين المقبل، ليس بهدف مناقشة أسباب ما حدث فحسب، ولكن لبحث طرق إدارة الأزمات والكوارث لدى المحافظين والقيادات الوسيطة بعدهم وموظفى المحليات، ولماذا نعتمد التراخى والعشوائية فى إدارة مشكلاتنا، لتتحول المشكلة الصغيرة إلى كارثة، دون أن نسأل أنفسنا بعد انتهائها، عن الدروس المستفادة، لنضمن عدم الوقوع فى مثلها مستقبلا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة