سحر طلعت

أنا مصرية

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010 11:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد نختلف أو نتفق على تشجيع فريق كرة ما، قد تقف معى فى أحد طوابير العيش نتجاذب الحديث سويا، قد أراك يوما متجهما وتحدث بيننا خلافات فى الرأى شديدة، تنتهى فور سلامك على، لكنا أبدا لن نصبح أعداء، يواجه كل منا الآخر ولن أرفع يدى لألقيك بحجر.

قالوا قديما: "الخلاف فى الرأى لايفسد للود قضية" ، قد وقد والعديد من قد، لكن ما حدث ويحدث فى ذلك التوقيت الحساس بمصر، خاصة مع اقتراب ساعة الصفر على إجراء انتخابات مجلس الشعب، من اختلاق الأزمات وافتعالها عزفا على أوتار الأحداث، أمر مرفوض، وخطير فبعيدا عن التميز الدينى، نعود بعجلة الزمن عدة ساعات للخلف، ونسأل أنفسنا سؤالا "ماذا حدث بالعمرانية، ولماذا اتجه عدد من أقباط برفقة قساوسة لاستكمال بناء الكنسية عنوة، ودون انتظار حصولهم على ترخيص نهائى صادر من حى العمرانية بالبناء، ولماذا فور صدور قرار بوقف البناء، لم يلجأ الجميع لساحات المحاكم والقضاء لعرض نزاعهم كما يحدث دائما؟ بل توافد الأقباط إلى الكنيسة وقاموا باستكمال الأمر كأن شيئاً لم يحدث، ومع إبلاغ الحى، استعان بدوره بالأمن كإجراء طبيعى، فما الخطأ فى ذلك حتى الآن، بالطبع لن أتطرق إلى من بدأ بالقاء الحجر أولا، لأن الكل سيختلف، هناك فريق سيقول الأمن، وآخر سيتهم الأقباط بافتعال الأزمة.

المسألة، يا سيدى، ليست مسألة بناء كنيسة أو مسجد، وليس فتنة طائفية بين مسلمين او مسيحيين، أو تدخلات أمنية قهرية، وإنما هى مسألة وطن ينجرف إلى منحنى خطير، إذا لم يتم التعامل مع كافة مشاكله وأزماته بحكمة .

بعيدا عن كونك مسلما أو مسيحيا وبعيدا عن الفكر الأمنى، ألا تعتقد أن الأمر به بعض المغالاة، وأنه كان من الأجدى أن ينتهى سلميا، بدلا من أن ينتهى بوفاة طالب لم يتجاوز العشرين من عمره، لماذا لم ينته الأمر بأن يقف أحد القساوسة العقلاء ليهدئ المواطنين بأن معركتنا ليست ضد الأمن وإنما مع القضاء الذى طالما كان الحق معنا سينتصر لنا، بالأوراق وليس بالنظر لدين ما، لماذا لم يؤخر الأمن استخدامه للقنابل المسيلة للمواطنين، كطريقة مستفزة لتفريقهم.

لم يتذكر شرطى، أو قبطى أو حتى مسلم من المشاهدين للأحداث أنهم كلهم "مصريين"، فقط دون كلمة أخرى، أو مزايدات لشعارات رنانة، فأنا وأنت وهو وهم، كلنا مصريون فقط لا غير.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة