فى زيارة الرئيس مبارك إلى قطر ضمن جولته الخليجية أكثر من معنى، فهى تأتى بعد فترة ليست قصيرة من "البرود السياسى" بين البلدين، ولم يكن هذا خافيا على أحد، وتم تناول ذلك بتفسيرات متنوعة، كان أهمها على الإطلاق هو ما رآه البعض بأن قطر تسعى إلى فرض هيمنتها على المنطقة عبر تواجدها سريعا فى البؤر الملتهبة عربيا، وامتد ذلك إلى أفريقيا، ويؤدى ذلك إلى حدوث تقاطعات مع مصر، خاصة فى المناطق التى تكون فيها وجهة النظر المصرية مختلفة مع وجهة النظر القطرية.
ووفقا للقاعدة السابقة، جرى تفسير كثير من المسائل، كما حدث فى التعامل مع القضية الفلسطينية، وكذلك مع الأوضاع فى لبنان، حيث اختلفت وجهة النظر المصرية مع القطرية، وكان حيز القضية الفلسطينية تحديدا هو الأكبر فى الاختلاف منذ الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2008.
زيارة الرئيس مبارك التى جاءت بعد هذا الفصل السياسى البارد هى فرصة طيبة للوقوف على أرضية مختلفة عن تلك التى حدثت فى الماضى، أرضية تحترم الاختلاف، وفى نفس الوقت وضع هذا الاختلاف على ما يعود بالمصلحة على الأوضاع العربية، حتى لا تكون هناك فرصة لمن يريد تأجيجه.
قد يكون مفهوم الرغبة القطرية فى لعب دور إقليمى، لكن وفقا لتصريح أمير قطر الشيح حمد بن خليفة آل ثانى فى تصريح للجزيرة عقب زيارة الرئيس مبارك، فإن مصر هى أكبر دولة عربية، وهى عادة تتحمل العبء الأكبر ونحن دائما فى تنسيق مستمر مع مصر ومع دول عربية أخرى، وتأسيسا على هذه التصريحات، فإن قدر مصر ومكانتها تعيه القيادة القطرية، لكن ما يبقى فى هذا المسار هو تفعيل مسألة التنسيق وفقا للمصلحة العربية، مع تفهم التوجهات السياسية للبلدين التى قد تختلف فى بعض القضايا.
ومع هذا المناخ التصالحى الذى أقدمت عليه قيادة البلدين، ندعو إلى أن يمتد هذا المناخ إلى الوضع بين مصر وسوريا، والذى أصابه البرود أيضا منذ فترة، ويمكن الاستفادة من أفق العلاقة الجديدة بين مصر وقطر فى هذا المجال حيث تتمتع قطر بعلاقات جيدة مع سوريا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة