إذا كنت مثلى تؤمن بضرورة التغيير فى بلدنا، فليس أمامنا سوى المشاركة الدؤوب عبر المسارات الديمقراطية، وعلى رأسها الانتخابات بكل أنواعها، برلمانية ونقابية ورياضية. صحيح أن هذا الطريق يتعرض لعقبات لا حصر لها، وصحيح أن المتربصين بتدميره كثيرون حتى الآن، لكننا فى النهاية وعبر تراكم بطئ لكنه ثابت، نستطيع أن نجعل حياتنا كما نستحقها.
أعرف أن بعضاً من قرائنا الأعزاء قد أصابهم اليأس من التغيير عبر صندوق الانتخابات،فقد شابه على امتداد عقود تزوير مباشر وغير مباشر، معظمه من الحزب الوطنى وأقله من قوى معارضة. ولكن الصحيح أيضاً أننا لم نبذل الجهد الكافى لكى نشارك، مجرد مشاركة، لكى نتصدى ونجرب هذا الطريق السلمى الديمقراطى الآمن.
لعل تذكر انتخابات بعض مؤسسات المجتمع المدنى تبعث فى نفوسنا الأمل أننا قادرون، خذ مثلاً انتخابات الأندية الرياضية وبعض النقابات مثل الصحفيين والمحامين. فهذه الانتخابات نزيهة ليس لأن من يديروها ملائكة، ولكن لأن الناس تذهب بإرادتها الحرة، وهى حائط الصد الوحيد أمام أى تزوير أو انتهاكات.
ناهيك عن أن الذين يدعون للتغيير عبر "ثورة شعبية" أو "عصيان مدنى"، ثبت يقيناً فشلهم الذريع، فكم من الحركات الاحتجاجية السياسية التى أسسها وقادها شخصيات مرموقة، ومع ذلك لم تحقق شيئاً على الأرض. بل دعنى أقول إنها أهدرت طاقة البلد فى معارك وسجال، للأسف ذهب كالزبد، وربما لا يتذكره أحد.
ربما تكون المقارنة الآن بين أداء موظفى المعلومات وبين الدكتور محمد البرادعى خير دليل، فالموظفين استطاعوا بالاحتجاج السلمى الدؤوب الحصول على معظم ما يريدون. فى حين أن البرادعى، مع كامل الاحترام له، فشل فشلاً ذريعاً، لأنه وكما كتب صديقى خالد صلاح من قبل، اختار النضال خارج المؤسسات، وبطريقة يمكننا القول إنها تميل إلى زرع الفوضى.
فلن تعود بلدنا لنا بجاذبية "هتافات الهتيفه"، ولكن بمشاركتى ومشاركتك الديمقراطية السلمية، وهذا طريق صعب وطويل، لكن ليس أمامنا غيره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة