ينزل المرشحون من أبراجهم العالية ليجلسوا مع الناخبين، يتحدثون إليهم، ويتناولون طعامهم، ويشربون من شرابهم، ويشعر المرشح بأهميته، وأن مصير المرشح الذى يجلس معه مربوط بصوته.
يتودد المرشحون إلى الناخبين، يدخلون فى أحضانهم ، يتبادلون القبلات، يتهامسون بالضحكات، يقول المرشح للناخب: "شبيك لبيك عبدك بين إيديك"، والمعنى فى ذلك أيضاً، أن المرشح يعلم تماما أن صوت الناخب هو الذى سيحمله إلى مقعد البرلمان.
يدق المرشحون أبواب الناخبين فى كل وقت توسلا ورجاء، وإن كان لدى الناخب طلب مكتوب، يتلقفه المرشح مؤكدا له أنه لن يهدأ له بال حتى يحقق له طلبه، والمعنى أن المرشح يعلم تماما أنه لو لم يفعل ذلك فسيخسر الصوت الذى سيحمله إلى البرلمان.
يبتسم المرشح مجبرا فى وجه كل الناخبين، لأنه يعلم أن هناك من يرصد كل شاردة وواردة يقوم بها، يدخل المرشح فى زفة كل سرادق عزاء حتى دون أن يعرف اسم المرحوم، ويدخل فى زفة أخرى إلى أفراح ربما لم يدعوه أصحابه إليه.
أنت أيها الناخب صاحب المسألة، وأنت فى يدك الحل والربط، وأنت فى يدك مقاومة البلطجية الذين يتصدرون المشهد الانتخابى فى بعض الدوائر، ويقومون بتقفيل الصناديق، ويضعون صوتك غصبا عنك، أنت أيها الناخب الذى تستطيع أن تفرز المرشح الصادق من الكاذب، وحدك أنت الذى تستطيع أن تقول "لا" لمن يريد أن يشترى صوتك، وحدك أنت الذى ستقرر شكل المجلس القادم، فلا تنسحب من المشهد حتى لو أراد آخرون أن يجبروك على الانسحاب .
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة