أظن أنه يجب ألا يفوتنا فى زحام تفاصيل الانتخابات، توجيه تحية للبابا شنودة لأنه رفض كما ذكر الزميل جمال جرجس مزاحم على موقع "اليوم السابع" مقابلة مرشحين، ورفض أيضاً مساعدتهم عبر الكنائس المنتشرة فى المحافظات. وهو ما حدث بالفعل فلم تنشر الصحف ووسائل الإعلام أى مقابلات أو أى ترجيحات من جانبه لمرشح دون الآخر. وهو موقف يستحق الإشادة، فلا يجب أن يتدخل البابا فى السياسة، وإن كان هو كمواطن من حقه طبعا أن ينتخب ما يشاء، ولكن دون إعلان، لأن هذا يؤثر على موقف الناخبين المسيحيين، وهو ما يعد استغلالاً لموقع دينى روحى فى عمل سياسى.
لذلك لا أظن أن الخبر الذى نشرته جريدة "المصرى اليوم" وهو أن قداسته قد منح صوته للمرشح المسيحى رامى لكح صحيحاً، فالخبر منسوب لمصدر كنسى غير محدد، ومن ثم يتحمل ما قاله الخطأ والصواب، ناهيك عن أنه لم يتم الإعلان رسمياً أو عبر البابا ما يؤكد أو ينفى هذا الاحتمال.
لكن على كل الأحوال فما فعله البابا درس مهم لعديد من الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية التى رحبت باستضافة مرشحين، بل وأعلن بعض رجال الدين فيها تأييدهم لفلان دون علان، وهو ما يخالف الدستور والقانون. كما أنه يجعل، وهذا هو الأخطر الدين موضوعاً للتنافس السياسى، بدلاً من البرامج الانتخابية.
لا أظن أننا يجب أن نوافق أو ننجر إلى الموافقة على خوض الإنجيل أو القرآن الانتخابات، فإذا سقط مرشح مدعوم من الكنيسة، فهل هذا يعنى سقوط الإنجيل، وإذا سقط مرشح يرفع شعارات إسلامية، فهل هذا يعنى سقوط القرآن؟!
معاذ الله، فالأديان ليست مطروحة للتصويت، ولا يجب أن تكون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة