تهديدات القاعدة للمسيحيين أثارت ردود الأفعال الرافضة من كل التيارات بما فيها الإسلاميون بفصائلهم. بل إن التهديدات التى يجب أخذها بجدية، أوقفت الجدل الغوغائى حول الأسلمة والتنصير، وهو الجدل الذى استندت عليه القاعدة لتستعرض قوتها.
تنظيم القاعدة الذى ظل طوال سنوات يكتفى بكليبات التهديدات التلفزيونية والصوتية، عاد من العراق ويبدو أن ظاهرة بن لادن والظواهرى تراجعت مقابل لمعان أسماء جديدة تسعى إلى كاميرات الإعلام ومواقع الإنترنت لتتصدر المشهد وتقاسم نجومه بعض الأضواء مثل أنور العوالقى، الأمريكى من أصل يمنى الذى سحب الأضواء من القيادات الكلاسيكية، وبدأ فى الصدارة مثلما جرى لبعض الوقت مع أبو مصعب الزرقاوى، أما أيمن الظواهرى فقد سارع بإنتاج شريط يدعو فيه الباكستانيين لقتل باكستانيين، وطالبان فجرت مدارس وقتلت أطفالا ونساء فى باكستان. وتتباهى القاعدة بعمليات القتل وتتخذه غاية.
فى العراق يمارس تنظيم القاعدة القتل بالوكالة، ضد الشيعة والمسيحيين، ويشارك فى استمرار الحرب الطائفية لصالح جهات وأجهزة، وهى خدمات يصلح لها الإرهابيون دائما، فالقاعدة ليست حركة تحرر ولا مقاومة، بل إن عملياتها ضد الاحتلال تكاد تكون معدومة، مقابل مئات المجازر والتفجيرات ضد الأبرياء، والعزل فى الأسواق والمساجد والكنائس.
سوابق كثيرة تشير إلى أن أى تنظيم إرهابى لابد له من دعم لدول أو أجهزة استخبارات، وهناك أجهزة ودول وأنظمة من مصلحتها أن تمارس سياساتها من وراء ستار. القاعدة التى تعمل فى تزكية الصراعات العرقية والطائفية. وتخدم الفوضى، وهى أهداف ليست بعيدة عن أجهزة الاستخبارات الأمريكية أحيانا والإسرائيلية وبعض الأجهزة الإقليمية.
ويبدو رأى بعض الخبراء ومنهم الفرنسى جان بيرى فيليو، مؤلف المتخصص فى شئون الجماعات الإرهابية الإسلامية الذى يرى أن تنظيم القاعدة أصبح ضعيفا وفقد مبادئه بعد مهاجمته للمسلمين فى بلاد مسلمة.
التهديدات التى أطلقها تنظيم القاعدة فى العراق ضد الكنائس المصرية جزء من التطور العدمى للتنظيم، بعد المجزرة التى ارتكبها ضد الأبرياء فى كنيسة بغداد. ومن تجارب الجماعات الإرهابية فى مصر خلال التسعينات فقد كانت بداية النهاية لها، عندما استهدفت المدنيين من المسيحيين والمسلمين والسياح الأجانب، عندها توحد المجتمع المصرى ضدهم، وهزمهم، قبل أن تهزمهم الأجهزة الامنية.
كانت القاعدة هى الحجة التى فتحت الباب لاضطهاد عرقى ودينى فى العالم بعد سبتمبر، وكانت الحليف الموازى لبوش فى شن حروب ضد الأبرياء فى أفغانستان والعراق. وها هم يعودون من جديد، فى حلف غير معلن يفتح لمزيد من الضحايا الأبرياء.
تنظيم قاعدة العراق أو الجزيرة العربية يحاولان الإيحاء بالقوة، أو يسعيان لاستعادة الشو الإعلامى والإيحاء بامتلاك القدرة، كانت قاعدة العراق نتيجة لسياسات جورج دبليو بوش، الذى كان أكثر مستفيد من أحداث سبتمبر وتنظيم القاعدة، أكثر مستفيد من وجود جورج بوش على رأس الإدارة الأمريكية مع اليمين الأمريكى.
كانت القاعدة هى الحجة التى اتخذها بوش لتدمير أفغانستان والعراق وخلال فوضى الحروب أعادت القاعدة الانتشار وبناء نفسها فى مناطق الفوضى الخالية من السلطة. القاعدة هى التى نشطت مصانع السلاح فى العالم، وتكالبت الدول العربية والشرق أوسطية على شراء الأسلحة لمواجهة التهديدات الإقليمية والإرهابية. القاعدة تنشط شركات السلاح وتضاعف من آلام العرب والمسلمين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة