أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

الماس الكهربائى مختل عقليا

الأحد، 07 نوفمبر 2010 12:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتوقع أن تحدث تجاوزات كبيرة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة.. مشاجرات دامية أمام اللجان وشراء أصوات وتسوية بطاقات ومنع ناخبين من الإدلاء بأصواتهم مما هو معروف لنا جميعاً، الجديد أن المسئولين سيصدرون بيانات تحمّل الماس الكهربائى أسباب هذه التجاوزات!.

أتوقع انهيار العديد من البيوت القديمة فى القاهرة والإسكندرية، نتيجة عدم تنفيذ قرارات إزالة صادرة أو شروع أصحابها فى هدمها على رأس قاطنيها من السكان الذين لا يجدون مأوى آخر، وساعتها سيتذرع المتسببون أن ماساً كهربائياً وراء الانهيارات!

أتوقع اندلاع حرائق فى مخازن الشركات والمؤسسات والمحال التجارية، وأن تتكفل هذه الحرائق بتسوية مديونيات أو تقفيل بيانات ضريبية أو حتى خراب بيوت العديد من المواطنين، لكن الماس الكهربائى سيكون حاضراً باعتباره شماعة جديدة يمكن استخدامها بطرق مختلفة وفى أوقات مختلفة.

خلال يومين فقط دمر الماس الكهربائى 15 محلا وشركة ومنزلاً فى شارع الشواربى التجارى بوسط القاهرة، ثم انطلق شمال القاهرة ليدمر وحدة تحكم سير قطارات مترو الأنفاق بالخط الأول (المرج ـ حلوان) لتتعطل الحركة لمدة خمس ساعات على الخط.

الماس الكهربائى ذريعة أقوى من ذرائع كانت تستخدم فى العديد من الجرائم التى تثير الرأى العام ومنها "المختل عقليا" حتى امتلأت السجون عندنا بعنابر "للعقلاء"، لكن شماعة "المختل عقليا" أفقدت بريقها واحتاج تتابع الجرائم إلى نوع من الشماعات ذات التأثير القوى مثل أبطال أفلام الرعب الأمريكية الراهنة، فكان الماس الكهربائى، لكن لم يفكر أحدا فى أن يدمج الشماعتين معاً "ماس كهربائى" "ومختل عقلياً" لتحقيق الأثر المزدوج فى نفوس المواطنين "الخوف والصمت" وينجو المتسبب فى الكارثة من المحاسبة، وهذا مربط الفرس وبداية خط إنتاج للشماعات والكوارث التى تصيبنا!.

هناك أمران ليسا حاضرين فى نظامنا الإدارى، الأول إدارة الكوارث والأزمات بمعنى وضع الخطط المستقبلية التى تتوقع حدوث الأزمة وتعمل على منعها قبل وقوعها أو احتوائها بأسرع وقت وبأقل الخسائر عند حدوثها.

الأمر الثانى، يتعلق بمبدأ المحاسبة، أى وجود آلية لمحاسبة المسئول والموظف العام على أدائه، حتى لو لم تحدث كوارث، أو أن يكون نصيبنا صفر فى هذا المحفل المدوى أو ذاك، فوجود آلية المحاسبية هى التى تحدد مدى كفاءة المسئول وتحول دون وقوع الكارثة فى القطاع الذى يديره.

ولأن الأمرين غائبان عن أساس نظامنا الإدارى، أصبحنا ننقل من كارثة إلى أزمة إلى جريمة رأى عام، ويكون كل المراد من رب العباد هو البحث عن تبرير ينطلى على الناس!.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة