فى غمضة عين تحول زميلنا الصحفى المرهف الحس محمد البديوى إلى وحش كاسر يجندل القبضايات، ويصيب البلطجية بالرعب والهلع، لدرجة أنه ما أن يدخل مقر الصحيفة منذ الخميس الماضى حتى يجرى زملاؤنا من أمامه، وهم يصرخون من الخوف، وتصطك أسنانهم رعباً من عنفوان البديوى وجبروته.
بعد أن اكتشفوا أن خلف وجه البديوى البرىء الطيب، قوة عملاق، وأن كتابته للشعر الرومانسى مجرد تمويه يتخفى خلفه صاحب القوة الخارقة. وأن الجسد النحيل للبديوى مجرد ستار يخفى وراءه رغبة شريرة فى الضرب بلا سبب. لقد اكتشفنا أن البديوى شخص لا يؤمن جانبه، ويمكن أن يثور ليطيح بكل ما حوله، مع أنه يتحدث بصوت لا تكاد تسمعه.
السبب فى كل هذا الانقلاب هى الشهادة التى منحها له وزير التعليم العالى الدكتور هانى هلال، ورئيس جامعة عين شمس، بالاشتراك مع رائد قسم الوايلى بأنه صانع قلاقل، ومحطم قلوب وأجسام قبضايات جامعة عين شمس، وكل هذا مثبت فى محضر رسمى، يروى أن البديوى ضرب بلطجياً بالبونيات فخلع له كتفه، وانهال عليه ركلاً فأصابه بالجروح فى كل أنحاء جسمه العملاق. أما القبضايات فهم حملان وديعة، حتى لو كانوا يحملون السنج والمطاوى والسلاسل المعدنية، ويطاردون الأساتذة والطلاب والصحفيين، وحتى لو كانت تسجيلات الفيديو وصور الكاميرات رصدتهم، يجب أن نكذب أعيننا، ونصدقهم وهم يتهمون البديوى ويلقحون عليه "جتتهم".
طلع علينا الدكتور هانى هلال وزير البحث العلمى، ليعلن أن البديوى كان يوزع منشورات بيد، ويجندل قبضايات الجامعة باليد الأخرى، وكان يخطب ليثير الجماهير ويشحنها بيده الثالثة التى لا يعرفها إلا هانى، الذى اكتشف دور البديوى التحريضى، وكشف لنا جوانب غامضة فى شخصيته، ونحن الذين كنا نتعامل معه كصحفى ملتزم يؤدى عمله بضمير ومهنية، حتى اكتشفنا أنه سبب كل القلاقل التى انتشرت فى البلد منذ عقود، وأنه وراء كل الاحتجاجات، والمحرك الرئيسى والاحتياطى للعمال والفلاحين، وأزمة مياه الشرب والصرف.
البديوى هو الرجل الغامض والرجل الأول واسألوا الدكتور هانى، والدكتور ماجد، والقبضاى غريب. بصراحة كذبنا أعيننا وصدقنا الدكتور هانى وأصدقاءه، عندما نفى أن يكون البديوى تعرض للضرب من بلطجى أمام الجميع، ونفى ما سجلته كاميرات التصوير الفوتوغرافى والفيديو، ونقلت مشاهد بلطجية الجامعة يعتدون على أساتذة 9 مدارس، والطلاب المؤيدين والصحفيين بالمرة.
الوزير هانى ومعه رئيس جامعة عين شمس وعمداء الكليات ورائد قسم الوايلى، اتهموا البديوى بضرب كل هؤلاء البلطجية وحده، متخفياً وراء جسده النحيل وأشعاره الرومانسية، وبناء عليه ينتظر تغيير الصفة الوظيفية للمذكور من صحفى إلى وحش. ومعه كل الصحفيين المتوحشين، ويفترض أن تتأملوا البديوى لتتأكدوا بأنفسكم حجم توحشه، فهو ذو جسد نحيل وابتسامة بريئة، ويكتب الشعر الرومانسى، وكلها صفات للمعتدين والمحرضين.
وعليه يفترض أن تكذبوا أعينكم وتنظروا إلى"هذا الوحش الماثل أمامكم.. لا تغرنكم نحافته أو رقته أو شاعريته، فخلف كل هذا يقبع قبضاى يجندل العشرات بقلمه الجاف ". ولمن لايصدق ولن يصدق فهو يحمل شهادة من قسم الوايلى ووزارة التعليم العالى لصاحبها الدكتور هانى بأنه سبب كل مشكلات مصر.. وعلينا أن نحذره، ولا تأخذنا به شفقة ولا رحمة. لأنه يقف وراء تردى أحوال الجامعات، وتدهور البحث العلمى، وبدلا من أن تحاكموا الوزير والعمداء على ما فعلوه، حاكموا البديوى والصحفيين، واتركوا القبضايات والبلطجية لأنهم رعاة البحث العلمى والأمنى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة