أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى

هانى هلال ..يستحق الإقالة والشفقة أحياناً

الإثنين، 08 نوفمبر 2010 12:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دراسة حالة الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى ودفتر تاريخه الوزارى الملبد بالنقاط السوداء أمر كافٍ لأن تحمل جنسيتك المصرية داخل كفنك وتتجه إلى أقرب قبر تدفنها وتدفن نفسك وترتاح تماما من الدكتور هانى ومن ملامح وجه الدكتور هانى التى لا تتأثر أبدا بارتفاع مؤشرات فشل وزارته وتكاثر خطاياه وأخطاؤه التى تفوق عمليات التكاثر البحرية أو الحشرية..وبالمرة سترتاح من تصريحات سيادة الوزير الفقيرة سياسيا وغير المضحكة تماما رغم عبثيتها ورغم ما تعكسه من فوضى تفكيرية عالية الجودة..

راجع شريط ذكرياتك بخصوص وزير التعليم العالى وتوقف عند أزماته وتصريحاته الشهيرة بداية من أزمة النقاب ومرورا بأزماته مع أعضاء هيئة التدريس وانتهاءً بعملية البلطجة التى شهدت فيها جامعة عين شمس الأسبوع الماضى ظهور أول للسنج والمطاوى داخل حرم جامعى كان قبل مجئ الدكتور هانى هلال للوزارة منتجا للأفكار والعلماء وليس البلطجية، راجع كل ذلك وركز مع تصريحات سيادة الوزير التى اعتبرت ماحدث فى الحرم الجامعى أمرا عاديا لتتأكد بنفسك أن الوزراء فى مصر أنواع.. أكثرهم فرز ثانٍ وأحيانا ثالث وغالبا ردئ وتايوانى الصنع، إذا طلبت منه تصريح تلعثم وارتبك وألقى فى وجهك بما يحفظه من كلام لقنه إياه المستشارون أو اعتاد قراءته فى الصحف على لسان وزراء سابقين، أو بادر بتقديم نفسه للشاشة أو الميكرفون على أنه أبو العريف وحلال العقد الصعبة ويتحول إلى مفتى يلقى بالكثير من الإجابات العبثية التى لا تؤهله للحصول على تلك الكحكة الحمراء التى كانوا يزينون بها شهادة "الفشلة" من تلاميذ الابتدائى..

متابعة حالة الدكتور هانى هلال تؤكد بالفعل أن الوزراء أنواع..أفضلهم نوع لا نملكه فى مصر إلا فيما ندر وهو الوزير السياسى، وبعضهم يمتلك مهارة أعمال السكرتارية وصناعة الضجة وقتما تحتاج الدولة لغطاء ما يحميها من فضيحة كبرى، وبعضهم مجرد "شماعات" تعلق عليها الدولة أخطائها وقت اللزوم، وكثير منهم خليط يجمع مابين الصفتين.. حامل حقيبة يصرخ محدثا ضجة وقتما يطلبون منه، و"شماعة" جاهزة لحمل وزر الأخطاء وقتما يحين دوره.. ويفعل ذلك بحماس معتقدا أنه يقدم تضحية للنظام بينما هو فى قرارة نفسه يقدم كل التضاحى لكى لا يطوله غضب القادرون على سحب الكراسى من تحته.

فى أزمة جامعة عين شمس الأخيرة واصل الوزير الهمام عروضه الغريبة وبدلا من أن يظهر لنا على الشاشات وهو محمر خجلا بسبب تحول ساحة جامعة من الجامعات الخاضعة لإشراف وزارته إلى أرض للبلطجة والسنج والسيوف خرج بملامح وجهه الجامدة وقال من أسفل نظارته إن ما وقع من أحداث بلطجة وتخريب كان أبطالها أساتذة الجامعة وزميلنا محمد البديوى محرر شئون التعليم العالى باليوم السابع، ألقى الوزير الهمام اتهاماته كالعادة وتركنا لنستلقى على ظهورنا من كثرة الضحك على ذلك الوزير الحائر المحتار الغائب المغيب عن شئون وزارته لدرجة أنه لم يكلف نفسه بمشاهدة مقاطع الفيديو التى نقلت تفاصيل واقعة اعتداء البلطجية على الأساتذة والطلاب والصحفيين لأنهم تجرأوا وقرروا تويزع بيان طرد الحرس الجامعى داخل أسوار جامعة عين شمس.. كان واضحا من تصريحات الوزير الهامشى أنه لم يذاكر ملف القضية جيدا وخرج كالعادة ليحرج نفسه بتصريحات مغلوطة، كان واضحا أن سيادة الوزير لم يحقق فى الأمر وإلا كان سأل نفسه لماذا يظهر ضباط الحرس الجامعى فى مقاطع الفيديو بهذا الشكل السلبى وكأنه الرعاة الرسميون لتلك المجرزة، لم يكلف سيادة الوزير نفسه بأن ينظر إلى صورة زميلنا محمد البديوى وصور الطلاب البلطجية الذين دافع عنهم ماجد الديب رئيس جامعة عين شمس ووصفهم بالغيورين على جامعتهم وكأنه الأب الروحى لهم، لأنه لو فعل وألقى نظرة سيعرف جيدا أن زميلنا بديوى بحجمه الضئيل وهدوئه مستحيل أن يصبح متهما فى قضية إثارة شغب أو تعدٍ على أى فرد.

كان واضحا من تصريحات الوزير بشأن الأزمة أنه لا يعرف عنها شيئا أكثر مما قيل له قبل أن يظهر على شاشات التليفزيون، وكان واضحا أنه فى حاجة إلى منديل ورقى لكى يمسح عن نظارته الغبار الذى منعه من رؤية الحقيقة، وكان واضحا أن يستمتع بإلقاء نفسه فى بئر التصريحات المضحكة والتى تدينه ولا تبرؤه حينما ركز كل كلامه من أجل تأكيد مسؤلية أساتذة الجامعة على ماحدث دون أن يتطرق لأسباب تحول الجامعة إلى ساحة بلطجة أو يعلن خجله وأسفه لملايين الآباء والأمهات الذين استئمنوه على أولادهم داخل أسوار الجامعات ولم ينجح فى حمايتهم من بلطجة تابعى مسؤلى الجامعة التاعين أصلا للأمن، ثم غرق أكثر وأكثر وتطوع دون أن يطلب منه أحد لينفى وكأنه يؤكد أن ما حدث فى عين شمس لا علاقة له بقضية طرد الحرس الجامعى وشدد على نفيه هذا غافلا عن تلك القاعدة الشهيرة التى تقول بأن نفى النفى إثبات لا يمكن تجاهله فأشار لنا دون أن يدرى إلى إمكانية أن تكون أحداث البلطجة مجرد بداية لأكثر من حادث عنيف داخل أسوار الجامعات المصرية لكى يكون هناك مبرر واضح لتقاعس الدولة عن تنفيذها قرار المحكمة بطرد الحرس الجامعى.

عموما سيبقى الوزير هانى هلال فى مكانه طالما ظل متطوعا بأداء تلك الخدمات، وطالما ظل ماهرا فى صناعة ضجة مع الأساتذة أو المنقبات أو حتى الطلاب وطالما ظل فى مكانه داخل دولايب الحكم غير معترض على كل مايتم تعليقه فى رقبته.. ولكنه فى النهاية سيظل يحظى بتعاطفى وتعاطف كل صاحب مقدرة على إلقاء الشفقة فى وجه من يستحقونها.. وربما يكون التعاطف لوحده مش كفاية مثلما يقول الإعلان الشهير، ولذلك أدعوكم ألا تحرموا الوزير هلال من دعائكم لأن دعوة المظلوم كما تعلمون نافذة حتى ولو بعد حين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة