علينا أن نطالب بتغيير الشعارات الجامعية.. لم يعد العلم نور ولا العلماء ورثة الأنبياء.. إنما العلم أصبح سنجة والعلماء ضحايا البلطجية وقطاع الطرق. وكل هذا بفضل السياسات الحكيمة للأستاذ الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى والبحث العلمى. وفى عهده تراجعت أحوال الجامعات المصرية وخرجت من كل التصنيفات العالمية والإقليمية، لكن للحق الدكتور هلال يستحق جائزة اتحاد المصارعة والملاكمة، والجودو، لأنه نجح فى مد الجامعات المصرية بعدد وافر من أصحاب العضلات والبونيات الحديد تأكيدا على تطوير أبحاث المعادن.
ولا نعرف أية أبحاث للدكتور هانى هلال فى المجالات العلمية، وربما كانت له ميول نحو العمل فى الداخلية، ولهذا نجح فى تغيير الخريطة الجامعية وحول الحرم الجامعى من ساحة علم، إلى ساحة حرب، وفى عهده الميمون تراجع البحث العلمى وتقدمت أساليب البلطجة وضرب الطلاب والأساتذة. ولهذا يختار عمداء الكليات، ورؤساء الجامعات ليس من بين الأساتذة الأكثر قدرة على البحث والأكثر إنجازا، ويحرص على أن يكون رؤساء الجامعات موالين وتابعين ومطيعين وقادرين على كتابة التقارير الأمنية وتشغيل «القبضايات»، ومحترفى تنظيم الهجمات المرتدة ضد حرية الرأى والتعبير ولا يهم أن يكونوا باحثين مميزين أو أكاديميين مرموقين.
وإذا كانت الجامعات عرفت عصورا كان فيها اليسار مزدهرا أو اليمين منتشرا، فإنها الآن خلت من كل التيارات باستثناء تيار «القبضايات» من معتادى الضرب والحاصلين على ميداليات فى الجرح واستخدام الجنازير والسلاسل.
الدكتور هلال حسب الأوراق والقرائن هو وزير للتعليم العالى والبحث العلمى يعنى من مهامه الوظيفية متابعة خطط الجامعات واحتياجات الأساتذة والتخطيط للبحث العلمى، لكنه منذ مجيئه الوزارة تفرغ للعمل الأمنى، وفرض السيطرة على الأساتذة والعمل الأكاديمى، كما أنه واجه مطالب الأساتذة برفع الرواتب بشكل يليق بمواقعهم ووضعهم العلمى والبحثى، بحجج، وانضم لوزارة المالية فى رفض هذه المطالب، وفى عهده رأينا أساتذة يحصلون على ملاليم، ويهربون إلى المذكرات أو العمل فى الجامعات الخاصة اضطرارا، بينما الوزير يكتفى بمصمصة الشفاه، لأنه لا يهتم بالبحث أو الأساتذة.
وحتى عندما صدر حكم المحكمة الإدارية العليا بإخراج الحرس التابع للداخلية من الجامعة، لم تهتز الداخلية مثلما فعل هلال، الذى بدا خائفا على الإنجازات الأمنية بالجامعات، وقرر أن يخوض الحرب ضد أساتذة استقلال الجامعات ضمن جماعة 9 مارس، الذين دافعوا عن استقلال الجامعة وحرية البحث العلمى، لكنه واجههم بعنف وسلط عليهم رؤساء الجامعات ليطلقوا طلابا مسجلين ضربا وسحلا، وليسوا مسجلين بحثا علميا، ليوجهوا لهم الإهانات والشتائم ويهددوهم، ومعهم الصحفيون الذين تابعوا الحدث ومارسوا مهامهم. بل تورط الوزير العلمى فى ترديد اتهامات بدون دليل للضحايا بأنهم معتدون، دون أن يشعر بأى وخز فى الضمير العلمى، تأكيدا على أكاديميته الصلبة، ليثبت الدكتور هانى هلال أنه ليس وزيرا للتعليم العالى والبحث العلمى، ولكن وزير للتأديب والتهذيب والإصلاح، وهو شعار انتهى من السجون، لينتقل إلى البحث العملى بفضل الدكتور هانى هلال راعى القبضايات والكلابشات والبونيات.. ولينتقل العلم إلى رحمة الله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة