انتصر المستشار محمود أبو الليل، وزير العدل السابق، إلى ضميره كقاض سابق، يحكم بالعدل حتى لو لم يرض حكمه أولى الأمر، وقال كلاما مهما بخصوص المهازل التى حدثت فى انتخابات مجلس الشعب، وصف أبو الليل الانتخابات الطريقة التى مرت بها بالجهل والغباء السياسى، وطالب بحل مجلس الشعب بدعوى فقدانه الشرعية التى تهدد بدورها شرعية انتخابات الرئاسة المقبلة، وقال إن شكل مصر أمام العالم أصبح سيئا فى الوقت الذى تحتفل فيه دولة قطر بفوزها بتنظيم مونديال كأس العالم فإن مصر تزور انتخاباتها.
لا يمكن حساب رجل بوزن المستشار محمود أبو الليل على خريطة المعارضة التى ذاقت الأمرين من الحزب الوطنى فى الانتخابات، كما لا يمكن حسابه على مرشحين بعينهم خاضوا الانتخابات وخسروها، وبالتالى تصبح شهادته حول الانتخابات مجروحة، فالرجل كان وزير عدل حتى قبل سنوات قليلة، وفى عهده وقعت القضية الشهيرة المتمثلة فى إحالة اثنين من أشهر القضاة إلى التأديب القضائى بسبب آرائهما السياسية، وهما المستشار هشام بسطويسى، والمستشار أحمد مكى، وفى الذاكرة الصورة الشهيرة للمستشار أبو الليل وهو يقبل رأس بسطويسى الذى كان على فراش المرض بعد أن انتهت فصول هذه القضية التى لم يقتصر تأثيرها على مجتمع القضاة بل امتدت إلى الرأى العام ككل.
انتصر أبو الليل إلى ضمير القاضى فى تقييم الانتخابات، وكونه ليس محسوبا على المتضررين من هذه العملية، وإنما محسوب على بلد يحلم له بالديمقراطية وسيادة العدل، فالأجدى بدوائر الحكم أن تستمع إليه وإلى كل الأصوات الأخرى المعروفة بنزاهتها واعتدالها، والتى شهدت بأن ما جرى كان فضيحة بكل المعايير.
قد يرد المعنيون بالقرار السياسى أن ما يقوله الخاسرون فى الانتخابات هو شىء طبيعى يحدث بعد كل انتخابات، لكن الالتفات إلى أصوات أخرى مثل المستشار أبو الليل، ليس فيه شبهة أن الخاسرين مجروحون، وليس فيه شبهة فائدة من أى نوع، وبالتالى فإن شهادته يجب الالتفات إليها على الأقل من زاوية أن فقدان شرعية مجلس الشعب هو فقدان لشرعية انتخابات الرئاسة المقبلة، وهذا أخطر النتائج التى تترتب على ما حدث.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة