شن الناقد الدكتور سعيد الوكيل هجوما حادًا على رواية "عمارة يعقوبيان" للروائى الدكتور علاء الأسوانى، قائلا إنها رواية متواضعة تسىء للأقباط وتظهرهم على أنهم شرائح استغلالية تسعى فقط لجنى الأموال حتى لو بطريقة غير مشروعة.
وأضاف الوكيل، خلال الجلسة الثانية من مؤتمر الرواية العربية، والتى عقدت ظهر اليوم، وحضرها الناقد شوقى بدر يوسف، والروائى محمد إبراهيم طه وأدارها الروائى محمد الغربى عمران، أنه شعر بالضيق عندما قرأ الكلمات التى افتتح بها الأسوانى الطبعة الرابعة من روايته وجاء فيها أن الرواية حققت نجاحًا ساحقًا، مشيرًا إلى أن هذه الكلمات أقامت حاجزًا نفسيا بينه وبين الأسوانى قبل قراءة الرواية، وتساءل الوكيل عن سبب اهتمام المفكر الدكتور جلال أمين بهذه الرواية قائلا: أريد أن أعرف ما السر وراء اهتمام الدكتور جلال أمين وهو رجل اقتصاد برواية الأسوانى؟.
وأوضح أن الأسوانى يسهب فى تفاصيل الأحداث خلال روايته مما قد يشعر القارئ بالملل ويدفعه لتركها، مشيرًا إلى أن الرواية جاءت تقليدية للغاية تنطلق أحداثها من نقطة محددة وتنتهى بخواتم معروفة ومعتادة، زاعما أن الأسوانى ركز فى روايته على أنماط شخصيات ترضى الفضول الغربى وتحقق له رواجا.
وأشار الوكيل إلى أن جريدة أخبار الأدب أعطته عدة أعمال روائية حديثة ليكتب عنها مقالات نقدية، فاشترط أن تكون هذه الأعمال ليست ساذجة، مؤكدا أنه لا يكتب عن رواية إلا إذا كانت تخاطب قلبه، وضميره، وعقله، قائلا إنه أعد كتابا نقديا سيصدر خلال أيام وتناول فيه رواية عمارة يعقوبيان، ولكنه أوردها فى نهاية الكتاب واضطر لتناولها نقديا لأنها تعبر عن ظاهرة شائعة حاليا لابد أن تُذكر.
وقال شوقى بدر يوسف فى حديثه عن رواية "مائة وثمانون غروبا" للروائى اللبنانى حسن داود، إن مستويات السرد فى هذه الرواية تختلف باختلاف طبيعة ممارسات الراوى السارد وتجربته الحياتية الناشئة عن تداخل العلاقات الإنسانية الملتبسة، مضيفا أن الإيقاع فى هذه الرواية جاء هادئا متوازنًا منذ البداية مع طبيعة النص ثم لا يلبث وأن يتسارع تدريجيا خلال الأحداث.
وقال محمد إبراهيم طه، إننا الآن أمام ظاهرة انفجار روائى فى المشهد الإبداعى المصرى، مشيرا إلى أن كثرة الجوائز الأدبية التى تمنح للرواية كفن أدبى بالإضافة إلى المؤتمرات العديدة التى تعقد لمناقشة أحوالها ومدى تطورها،كانا سببا رئيسيا فى زيادة الإقبال عليها مؤخرًا.
وأضاف طه، أن التجريب فى الرواية لا يعنى الانقطاع عن القديم قائلا إن كل النماذج الروائية الحديثة لم تنشأ بمعزل عن التجارب القديمة بل على العكس اطلع أصحابها على تجارب من سبقوهم وحاولوا أن يقدموا شيئا جديدا ومميزًا.
وأشار طه خلال حديثه إلى أن الرواية تواجه مشكلات عديدة جعلتها مهددة بشكل عام من قلة القراءة وهذا لأسباب كثيرة أهمها طغيان الدراما التليفزيونية والسينمائية والريبورتاج وحتى رسائل المراسلين ونشرات الأخبار وصفحات الحوادث والجرائد المتخصصة.
واستعرض طه ثلاثة نماذج روائية للخروج من نمط الرواية التقليدية وهم "السلام عليكم" لصلاح والى، و"غنا المجاذيب" لمنال محمد السيد و"أيام النوافذ الزرقاء" لعادل عصمت قائلا إن تلك النماذج الثلاثة استطاع أصحابها أن يقدموا محاولات لكتابة رواية غير تقليدية.
جدير بالذكر أنه كان من المقرر أن تدير الكاتبة إقبال بركة هذه الجلسة إلا أنها اعتذرت عن الحضور قبل بدء الجلسة بدقائق قليلة نظرًا لوفاة شقيقها.