تلقى رمضان عبد الرحمن منصور، الشهير بالتوربينى، عقوبة الإعدام على ما اقترفه من جرائم قتل واغتصاب وخطف، ومعه شريكه ومعاونه حناطة. ولا يزال عدد من أعضاء عصابته فى السجن منهم بقو والنص وخلافه.
لقد كان التوربينى عند القبض عليه نجم الإعلام والصحف، وكانت برامج التوك شو لا تزال فى بداياتها، لكنه تفوق على كافة نجوم الإعلام ووزراء الاستثمار وعمر أفندى الذى كانت صفقة بيعه وقتها فى أشدها، والاتهامات بالتواطؤ فى قمتها. لقد مرت سنوات أربع، انتهت بعقاب التوربينى، لكنها لم تشهد أى محاسبة لمن أفسدوا عمر أفندى، وأدخلوه فى نفق التجميد والضياع، التوربينى تلقى عقابه، مع أنه ضحية لأنه اغتصب وقتل وألقى بالجثث من فوق القطارات ودفن بعضها ومثل بالبعض الآخر.
لكن أمثال التوربينى متوفرون فى الأسواق والشوارع طوال الليل، والتوربينى وحده هو الذى نال العقاب مع أنه من رواد الفكر الجديد فى الجريمة، مثلما الحزب الوطنى، يضم بين جوانحه ممثلى الفكر الجديد فى العمل السياسى، وهو فكر ثبت أنه لا يخلو من "توربينية" فى تقفيل الانتخابات ومصادرة العملية السياسية، ربما ليس فى القتل المباشر على طريقة التوربينى الخائبة، لكن بالاغتيال البارد، وسد الطرقات، واستخدام السنج والمطاوى، فضلاً عن الاحتكار والفساد والبطلان وغيرها من مفردات الفكر الجديد، ومن الصعب تصور أن التوربينى لم يمر يوماً على أى حزب ولم يشارك فى وضع أى من برامج المؤتمرات العامة التى تنعقد عادة فوق قطار البلد.
التوربينى صاحب نظرية فى الإجرام، إلا أنه يتضاءل أمام عشرات التوربينين المنتشرين فى كل جانب، وضحاياهم متناثرون فى الطرق وتحت الكبارى وفى المقابر وصناديق القمامة، فضلا عن قاع البحر، ومع هذا احتل التوربينى الصورة وانتزع لنفسه شخصية عام 2006 بامتياز وعاد ليحتل جزءاً من الصورة فى 2010، بالرغم من إعدامه، لكن أمثاله منتشرون يهددون مستقبل أولادنا، حتى لو كانوا يقولون غير ذلك، وبالرغم من إعدام التوربينى فمازال "الحزب التوربينى" يستمر ويتوغل وينتشر.