فى مفاجأة غير مفهومة أعلن الرئيس السودانى عمر البشير أن الشمال على استعداد للتنازل عن ثروته البترولية لصالح الجنوب فى مقابل الإبقاء على السودان موحدا، وجاءت الإجابة سريعا من الحركة الشعبية لتحرير السودان، بأن هذا العرض لا يكفى وجاء متأخرا، وزادت فى القول بأنها تنتظر نفس الموقف فى منطقة أيبى المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، وهى المنطقة الغنية بالبترول، وتعلم الحركة أنها تناور بعرضها لأن الشمال ممثلا فى رمزه الرئاسى عمر البشير، لا يمكن أن يكون كريما إلى هذا الحد ، كما أن التنازل يعنى تقسيما بطريقة مختلفة.
وبين عرض البشير والتحفظ من الحركة الشعبية الذى يرقى إلى درجة الرفض، يبدو كل شئ يسير نحو الانفصال طبقا للاستفتاء الذى سيتم فى الشهر المقبل، ليس بسبب رغبة الجنوبيين التى ستظهر فى الاستفتاء وإنما لأن القوى الدولية وفى مقدمتها أمريكا وإسرائيل تريدان ذلك، وفى المقابل فإن القوى الإقليمية المعنية بالأمر لم تعد على درجة من التأثير لوقف هذا الخطر القادم ، فمصر لم يعد لديها ما تقدمه فى هذا الأمر، كما أنها تنبأت بأن الانفصال واقع لا محال فبدأت فى تجهيز نفسها للتعامل مع هذا الأمر، وذهبت إلى الجنوب فى محاولة لإيجاد واقع لها على الدولة الوليدة المتوقعة.
كان بوسع الرئيس عمر البشير أن يفعل ما هو أكثر من مبادرته الأخيرة، ولكن منذ زمن فات، وللتذكير فإنه أعلن منذ خمس سنوات وبعد تحديد موعد الاستفتاء، أنه سيفعل ما بوسعه من أجل أن تكون الوحدة مطلبا للجنوبيين، لكن بعد أن فات القطار يأتى اقتراحه الذى يبدو أنه نوع من غسل الضمير ليس أكثر من ذلك، فلا الذين تمترسوا من الجنوبيين خلف خيار الانفصال، سيغريهم عرضا حتى لو كان بالسخاء الذى سيأتى من أموال البترول، ولا الذين عملوا من أجهزة المخابرات العالمية كل خططهم السرية سيبطلونها ، والمؤكد أن الرئيس البشير يعلم كل ذلك.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة