على كل المشككين وأصحاب دعاوى التقفيل والتسويد، وكل من انتابه شك فى أن الحزب الوطنى تلاعب فى الأصوات، أو أن الموتى والمهاجرين شاركوا فى الانتخابات، أن يراجع نفسه، ويتراجع عن اتهاماته ويعترف بأن الحزب الوطنى اكتسح الانتخابات، بفضل الترشيح المزدوج، وخطة 4-2-2، التى وضعها حسن شحاتة واحمد عز، وأن الاكتساح سنة الحياة. وعلى المشككين والمتشائمين، أن يتأكدوا أن سقوط المستقلين قضاء وقدر، وفشل الأحزاب سنة، وتراجع الاخوان فرض. وكل هذا حسب نظريات فلاسفة الحزب والحكومة، عز ونظيف وسرور. وينتظر اعلان فوز الوطنى بكأس الأمم التقفيلية.
وعلى كل من يتشكك أن يعرف أن السادة الوزراء الذين نجحوا واكتسحوا فى دوائر لم سبق لهم زيارتها ولا ذهب إليها عشرات، فازوا باكتساح، لأن الحكومة ذات شعبية مكتسحة، وأن الحزب فاز بالترشيح المزدوج وضربات الجزاء. ضمن النظريات الجديدة، التى وضعها الأستاذ أحمد عز، مؤلف نظرية النجاح الحديدى، الذى وقف يشرح لها عن حالاته وكيف أن مرشحى الوطنى هزموا مرشحى المحظورة وغير المحظورة بالترشيح المزدوج. لتنتقل الانتخابات من التقفيل إلى التنكيت. كما أن كبار رجال الحزب والحكومة قالوا إنهم فازوا بالأصوات والانتخابات، وأن التقفيل لم يكن سيد الموقف .. أوسيد مشعل.
الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء قال إن اكتساح الوزراء دليل على شعبية الحكومة، مع أن كل من شاهد دوائر الوزراء يعلم أنه لم يتم فيها تصويت وأن أرقام فوزهم كانت مقررة سلفا، وحسب أحد كبار المشاركين فى الإشراف فقد دخل ممثل للحكومة فى الصباح بدائرة ترشيح الوزير وقدم ورقة فيها أرقام الفرز قبل التصويت. وهو ما يؤكد صحة نظرية الاكتساح. الوزراء حصلوا على نتائجهم من الكونترول. بسبب شعبية الحكومة، ويبدو أن الحكومة من كثرة شعبيتها أصبحت من ذوات الخطوة بحيث تقفز الأصوات إلى صناديق الانتخابات لوحدها، كما أن الأموات وذوى الكرامات يصوتون مثنى وثلاث ورباع للوزير المرشح.
الدكتور نظيف، اعتبر التجاوزات تقع فى كل مكان فى العالم ولا داعى للقلق، وهو نفس رأى الدكتور سرور الفائز باكتساح فى السيدة زينب الذى قال "إن اكتساح الوطنى سنة الحياة. وأنه لم ير أى تزوير" وما يثار عن هذا الأمر يحدث فى أعتى الدول الديمقراطية" وطالما أن الدكتور سرور لم ير تزويرا أو تقفيلا فلا داعى للقلق.
المهندس أحمد عز أمين التنظيم المركزى بالحزب الوطنى، شرح نظرية الوطنى فى الاكتساح التام، بطريقة الترشيح المزدوج التى تشبه ضربات "الدوبل كيك"، حيث يطير الناخب فى الهواء ويعطى ظهره للصندوق مسددا فى المقص. ويفترض ان تقوم مراكز الدراسات فى العالم بإعادة بحث نظرية الترشيح المزدوج والتقفيل المتوازى للصناديق، ليتأكد أن الحزب فاز بمجهوده، وأن كل ما قيل أو يقال عن التقفيل سابق التجهيز أو استقالات القضاة من الإشراف القضائى والصور والفيديوهات عن ملء الصناديق مجرد شكوك لا ترقى إلى محل الحقائق.
أما كيف نجح الترشيح المزدوج فى فوز الوطنى بدون تقفيل فهذا يرجع إلى كسر احتكار الإخوان للأصوات، وقد استعان عز بكلمة الاحتكار تعبيرا عن كونه أحد كبار مقاومى الاحتكار فى مصر والمنطقة والعالم. خاصة أنه وقف لدعم قانون منع الاحتكار فى الحديد والأسمنت الأبيض الذى ينفع فى اليوم الرمادى. واستفاض عز مهلللا "حرثنا الأرض أمام التنظيم المحظور"، نافيا حراثة الصناديق بالأصوات سابقة التصويت.
لكن والحق يقال فإن الحزب الوطنى لم يمارس التقفيل ضد منافسيه فقط بل وضد بعض مرشحيه فى بعض الدوائر لدرجة أن راسبين للحزب فى المنيا اشتكيا "من كتر تقفيلك"، وهو دليل على أن الوطنى يؤمن بنظرية أن "المساواة فى التقفيل عدل".