محمد صلاح العزب

صديقى المسيحى.. هل؟

الخميس، 02 ديسمبر 2010 07:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المراقب لما يحدث فى مصر الآن ستصيبه طوبة فى دماغه، أو سنجة فى وجهه أو مطواة فى بطنه، فالعنف والبلطجة هما اللغة السائدة فى مصر الآن، وإذا كانوا قديما يقولون: معاك قرش تسوى قرش، فاللائق حاليا تعديل المثل إلى: «معاك سلاح تعيش مرتاح»، وأنا شخصيا بعد أحداث العمرانية وبلطجة الانتخابات أفكر فى اقتناء كلب سلوقى، رغم أننى فى الحقيقة لا أعرف المعنى الدقيق لموضوع سلوقى هذا، لكننى ظللت لسنوات أقرؤها هكذا فى الروايات، فأشعر أنه كلب فخم ضخم يثير الرعب فى نفوس من يهاجمهم (يمكنك على سبيل المثال مراجعة فيلم سلوقى أفندى فى المصيف).

أقباط العمرانية أرادوا أن يتقربوا إلى الله ببناء كنيسة، وحين حالت البيروقراطية بينهم وبينها تقربوا إلى الله بتكسير مبنى محافظة الجيزة، ومرشحو مجلس الشعب أرادوا أن يتقربوا إلى الناس باستئجار البلطجية لتكسير منافسيهم، رغم أن الله لم يطلب بناء كنيسة فى العمرانية تحديدا وبالعنف على وجه الخصوص، ولم يطلب الشعب من مرشحى البرلمان كل هذه الدماء حتى يخدموهم ويتحدثوا بلسانهم.

محافظة الجيزة أيضا لم تعبر عن الله ولا عن الناس حين قررت هدم المبنى الخدمى القبطى بالعمرانية، بل عبرت عن رعونة موظفين حكوميين يعملون لإثارة الفتنة التى لا يحبها الله ويخافها الناس، ومرشحو البرلمان البلطجية لم يعبروا إلا عن فسادهم وعن برنامجهم الحقيقى فى السرقة والعنف والاستفادة غير المشروعة من المجلس وحصانته.

مناخير حضرتك كويسة؟ إذن شم معى هذه الرائحة، نظر حضرتك سليم؟ ألا ترى معى هذه السحابة القاتمة الخانقة الآتية من بعيد؟ هل تضمن لى أو لنفسك أن تمشى فى الشارع غدا فى أمان؟ أو أن تجلس فى بيتك دون أن تقتحمه مجموعة من البلطجية من الباب، ودون أن تنالك عبوة حارقة قذفها بلطجى من الشارع لتستقر داخل شباك شقتك؟

حضرتك مسيحى ولا مسلم؟ ألا تخاف على أولادك؟ ألا تشعر بأن هناك شيئا غريبا فى الجو يدفعك إلى الرهبة؟ حضرتك مصرى زينا؟ هل سبق أن حملت مطواة أو سنجة لتضرب بها عنق مصرى آخر؟ هل سبق أن حملت طوبة وقذفتها بكل قوتك تجاه من تصورتهم أعداءك؟ لم تفعل.. صح؟ أمال مين الناس اللى بنسمع عنهم إنهم بيعملوا كده دول؟

حضرتك تضمن ألا يتدخل مغرض ويحرق كنيسة لإثارة المسيحيين ومسجدا لإثارة المسلمين ليشتعل البلد؟ لو حضرتك مسلم اعتبرنى مسيحيا، ولو مسيحى أنا مسلم، هل يمكنك أن تعدنى أن تحافظ على هدوئك فى الأيام العصيبة المقبلة؟ هل تعدنى ألا تشهر سلاحك فى وجهى؟ وألا تقذف حجرك ناحيتى؟
هل؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة