لم تخرج تعليقات القراء الغاضبة أمس عن توصيف ما هو قائم، أى اتهام الحزب الوطنى أنه سبب كل البلاوى فى بلدنا، ولكنها لم تنتقل إلى ما هو الحل، أى أن القراء الأعزاء ومع كامل الاحترام لهم، غرقوا فى توصيف الوضع القائم، ولكن لم يقولوا ماذا نفعل.
كتبت بالأمس تحت عنوان "تعالوا نفش غلنا فى الحزب الوطنى"، بعض المقترحات العملية التى يمكن أن تؤدى إلى تغيير شكل الخريطة السياسية، ربما هذه الاقتراحات مخطئة أو غير صالحة، ولكن فى كل الأحوال ليس الحل فى البكاء على الأطلال، ولكن فى طرح حلول بديلة مبتكرة، تنهى أو حتى تقلل من هيمنة الحزب الحاكم على المؤسسات النيابية، وأهمها فى تقديرى ليس مجلسى الشعب والشورى، ولكن المحليات.
نعم انتخابات مجلس الشعب مليئة بالتجاوزات، نعم استخدم الحزب الحاكم أساليب غير مشروعة، ليس فقط التزوير وعرقلة المرشحين المنافسين، ولكنه استخدم إمكانيات أجهزة الدولة لصالح مرشحيه وخاصة الوزراء، أى استخدم أموال دافعى الضرائب لتحقيق مصالحه السياسية.
لكن كل هذا لا يكفى لكى يحقق كل هذا الاكتساح، وبالتالى لابد أن نتأمل قليلاً فى آليات عمله، فمن السهل معرفة عيوب الخصم، ولكن الأصعب هو أن تعرف مميزاته، وهذا بالضبط ما حاولت الإشارة، ليس دفاعاً عن الحزب الحاكم، فلست عضوا فيه أو فى أى حزب، ولا انتماءً للمعارضة، ولكن رغبة فى وجود حياة سياسية متوازنة، وحراك سياسى لا تحتكره أى قوة سياسية بما فيها الحزب الوطني. وخريطة مجلس الشعب القادمة بهذا المعنى خطرة، وكان من الأفضل أن تتواجد فيها كل القوى السياسية وخاصة حزب الوفد الذى كنت أتمنى أن يحقق نجاحاً كبيراً فى الانتخابات.
باختصار ما طالبت به هو الانتقال من خانة اليأس إلى التفكير الإيجابى الذى يدفعنا للأمام، وذلك من خلال نقد ذاتى للأداء السياسى للمستقلين والمعارضة حتى يعرفوا لماذا خسروا، والاستفادة من مميزات الحزب الوطنى، والبحث عن خطة عمل حقيقية تغير التوازنات على الأرض.
أما النواح على الأطلال فلن يستفيد منه أحد ولن تستفيد منه بلدنا.
موضوعات متعلقة:
"تعالوا نفش غلنا فى الحزب الوطنى"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة